كما يأوي النحل إلى يعسوبه حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول ، يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه مخالفيه وأدبارهم ، جبريل على مقدمته وميكائيل على ساقته ، ترعى الشاة والذئب في زمانه في مكان واحد ، وتلعب الصبيان بالحيات والعقارب لا تضرهم شيئا ، ويزرع الإنسان مدا فيخرج له سبعمائة مد ، ويرفع الربا والزنا وشرب الخمر ، وتطول الأعمار وتؤدى الأمانة وتهلك الأشرار ولا يبقى من يبغض آل محمد صلىاللهعليهوسلم ، محبوب ـ يعني المهدي ـ في الخلائق ، يطفئ الله به الفتنة العمياء وتأمن الأرض حتى أن المرأة تحج في خمس نسوة ما معهن رجل ولا يخفن شيئا إلا الله ، مكتوب في شعائر الأنبياء ما في حكمه ظلم ولا عيب.
الثالثة ـ علامات ظهوره :
قال العلامة الشيخ مرعي في كتابه «فوائد الفكر في المهدي المنتظر» : اعلم أن لظهور المهدي علامات جاءت بها الآثار ودلت عليها الأحاديث والأخبار ، فمن علامات ظهوره على ما ورد كسوف الشمس والقمر ونجم الذنب والظلمة وسماع الصوت برمضان وتحارب القبائل بذي القعدة وظهور الخسف والفتن ، ومعه قميص رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وسيفه ورايته من مرط مخملة معلمة سوداء فيها حجر لم تنشر منذ توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا تنشر حتى يخرج المهدي مكتوب على رأسها «البيعة لله» كذا في «الإشاعة» للعلامة السيد محمد البرزنجي المدني ، ويغرس قضيبا يابسا في أرض يابسة فيخضر ويورق ، ويطلب منه آية فيومي إلى طير في الهواء بيده فيسقط على يده وينادي مناد من السماء : أيها الناس إن الله قطع عنكم الجبارين والمنافقين وأشياعهم وولاكم خير أمة محمد صلىاللهعليهوسلم فالحقوه بمكة فإنه المهدي واسمه محمد بن عبد الله ، وتخرج الأرض أفلاذ كبدها مثل الأسطوانات من الذهب ويخرج كنز الكعبة المدفون