الأنف ، حالك الشعر. ولم يذكر إلا القليل عن حياته البيتية غير أننا نعلم أنه أعقب عشرة أولاد سبعة منهم من زوجته فاطمة ومن أم ولد ، والباقون من أمهات مختلفات ، أو كما نقرأ في مكان آخر من نساء كان يتسراهن.
وسواء أكان عن عقيدة ومبدأ أو عدم رغبة ، في ذلك الدور المضطرب الهائج ، فإن الإمام جعفر تمكن من الابتعاد عن السياسة ابتعادا تاما ، ويذكر المسعودي أن أبا سلمة لما رأى قتل مروان الثاني لإبراهيم الإمام خاف انتقاض الأمر فأراد دعوة جعفر الصادق في الشخوص إليه ليصرف الدعوة إليه ويجتهد في بيعة أهل خراسان له ، فدعا الإمام جعفر بسراج ثم أخذ كتاب أبي سلمة فوضعه على السراج وقال للرسول : عرف صاحبك بما رأيت. ثم أنشأ يقول متمثلا :
أيا موقدا نارا لغيرك ضوؤها |
|
ويا حاطبا في غير حبلك تحطب |
ومدح الشهرستاني جعفر الصادق مدحا عظيما ، فقال : وهو ذو علم غزير في الدين وأدب كامل في الحكمة وزهد بالغ في الدنيا وورع تام عن الشهوات. وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه ويفيض على الموالين له أسرار العلوم. ثم دخل العراق وأقام بها مدة ما تعرض للإمامة قط. ولا نازع أحدا في الخلافة ، ثم غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ، ومن تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط. وقيل : من آنس بالله توحش عن الناس ، ومن استأنس بغير الله نهبه الوسواس. وهو من جانب الأب ينتسب إلى شجرة النبوة وهو من جانب الأم ينتسب إلى أبي بكر رضي الله تعالى عنه.
إلى أن قال في ص ١٤٠ :
ويستدل مما رواه الكليني أنه لم يعش بسلام مستمر ، فيقال إن الخليفة المنصور وجه إلى والي المدينة أن أحرق على الإمام داره. فأخذت النار في الباب والدهليز. فخرج الإمام يتخطى النار ويمشي فيها ويقول : أنا ابن أعراق الثرى ، أنا ابن إبراهيم