وإليك ما نقله السيد المقرم بنصه ومصادره :
قال ابن حرج الهيثمي (هو المكي صاحب الصواعق المحرقة) :
لا منافاة بين قوله تعالى : (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب
__________________
والعمل ، وكان كثير الترحاب بكل الشباب من أهل العلم تمتلئ نظراته بالأمل والتوقع أن نسعى ونستعد لخوض معارك العلم والعقيدة ، وكان يؤكد بكلامه اللطيف ما كان عليه الآباء والأجداد من مقامات عالية في العلم والتحقيق ، والورع والتقوى ، ويستحث اللحوق بهم ، مشفعا ذلك بالدعاء والبركة ، متبعا حديثه بابتسامة ظريفة.
وقد كنت حين ألتقيه ، أرجع بنفس مليئة بالعزيمة ، متطلعة إلى العمل ، تواقة إلى العلم.
وهكذا كان السيد المقرم يسعى في سبيل الأهداف الكبرى التي واصلها تبعا للأئمة عليهم السلام في النضال ، والتربية والتعليم ، بلسانه ، وقلمه ، وقدمه ، وإقدامه.
توفي في النجف الأشرف سنة ١٣٩١ ه ، تغمده الله برحمته وأثابه فضله وبره وخيره ، ورفع درجته.
وقد ترجم له ولده السيد محمد حسين ، في مقدمة (مقتل الحسين عليهالسلام) ترجمة ضافية استفدنا منها.
ولم أرسم في خطة بحثي هذا ، التعرض لكلمات العامة ، إلا أني لما اطلعت على ما كتبه السيد المقرم في (مقتل الحسين عليهالسلام) عن هذا البحث ، وهي كتابة ثمينة ومفصلة تقع في الصفحات ٤٤ ـ ٦٦ ، بالعناوين التالية : (الإقدام على القتل) و (آية التهلكة) و (علم الحسين بالشهادة) أودع فيها ما ملخصه : أن علم الأئمة عليهمالسلام إنما هو فيض اختصهم الله به لاستحقاقهم ذلك بخلافتهم عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقيامهم بواجب الدعوة ، فاقتضى أن يكون لهم من العلم ما يؤدون به حق الخلافة عن الرسالة التي كانت متصلة بالوحي تنهل من علمه وتنعم بفيضه.
وأثبت علم الحسين عليهالسلام بما آل إليه أمر نهضته ، ومن أبدع ما ذكره قوله : (وإنما لم يصارح بما عنده من العلم لكل من يرغب في إعراضه عن السفر إلى الكوفة لعلمه بأن الحقائق لا تفاض لأي متطلب ، بعد اختلاف الأوعية سعة وضيقا ، وتباين المرامي قربا وبعدا ، فلذلك يجيب عليهالسلام كل أحد بما يسعه ظرفه وتتحمله معرفته وعقليته) مقتل الحسين عليه السلام : ص ٦٦.
وقد نقل السيد المقرم في بحثه بعض الأخبار وكلمات المفيد والعلامة والبحراني ، بشكل مختصر ، واقتصرنا هنا على نقل كلمات العامة بواسطته تكريما له ، وتخليدا لذكره ، وتثمينا لجهده ، وليكون ذكرا منا لفضله وخدماته الجليلة للدين والعلم وأهلهما.