٤٣٤١ حديثاً .
وقد أفرد زوائد السنن أحمد بن زين الدين البوصيري في كتاب وخرّجها ، وتكلم على اسانيدها بما يليق بها من صحة وحسن وضعف .
قال ابن حجر : إن في كتابه ـ يعني السنن ـ أحاديث ضعيفة جداً ، حتى بلغني أن السري كان يقول : مهما انفرد بخبر فهو ضعيف غالباً (٣) . بينما قدمه بعضهم على موطأ مالك .
* * *
الشيعة والتدوين :
وهكذا بعد أن تتبعنا تاريخ التدوين عند العامة ، من منعه إلى إباحته ، بعد نحو مائة سنة ، وبعد أن عرجنا على كتبهم الحديثية ، وانتهينا إلى الصحاح الستة المعتمدة عندهم ، ننتقل بعد هذا الى تدوين الحديث عند الشيعة فنقول :
إن الشيعة لم يكونوا بحاجة فعلية إلى التدوين كما احتاج الجمهور إليه ، لان فترة منع او اباحة التدوين عندهم كانت تمثل عندنا استمراراً لعصر النص فلم ينقطع بموت الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله ، وانما استمر الى عصر غيبة الامام الثاني عشر عجل الله فرجه وكنا طول هذه الفترة نستقي العلم من معينه ـ من المعصوم ـ الذي لا ينضب .
ويعتبر الامام علي امير المؤمنين عليه السلام اول من دون الحديث في مدرسة اهل البيت عليهم السلام بأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله حيث كتب الصحيفة التي علقت بقراب سيف رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ورثها منه علي عليه السلام ، كما تقدم .
وكتب أمير المؤمنين ـ أيضاً ـ صحيفة كبيرة تسمى عند أهل البيت عليهم
__________________
(١) تهذيب التهذيب : ٤٦٨ ترجمة محمد بن يزيد بن ماجة .