دخلت عليه الألف ، والتقدير «ولست بالأكثر أكثر منهم».
وأشار بقوله : «وما لمعرفة أضيف ـ الخ» إلى أن أفعل التفضيل إذا أضيف إلى معرفة. وقصد به التفضيل ، جاز فيه وجهان أحدهما : استعماله كالمجرد فلا يطابق ما قبله ، فتقول : «الزيدان أفضل القوم ، والزيدون أفضل القوم وهند أفضل النساء ، والهندان أفضل النساء ، والهندات أفضل النساء».
والثاني : استعماله كالمقرون بالألف واللام ، فيجب مطابقته لما قبله.
فتقول : «الزيدان أفضلا القوم ، والزيدون أفضلو القوم وأفاضل القوم ، وهند فضلى النساء ، والهندان فضليا النساء والهندات فضل النساء ، أو فضليات النساء» ولا يتعين الاستعمال الأول ، خلافا لابن السراج ، وقد ورد الاستعمالان في القرآن ؛ فمن استعماله غير مطابق قوله تعالى : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ)(١) ومن استعماله مطابقا قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها)(٢) وقد اجتمع الاستعمالان في قوله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أخبركم بأحبّكم إلى ، وأقربكم مني
__________________
(١) من الآية ٩٦ من سورة البقرة وهي «وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ».
الشاهد في الآية : «أَحْرَصَ» فهي أفعل تفضيل مضاف إلى معرفة «الناس» ولكنه لم يطابق ما قبله وهو ضمير الجماعة «هم» بل جاء مفردا كالمجرد ولو طابق ما قبله لكانت الآية «وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ». بجمع أحرص جمع مذكر سالم. وأحرص : في الآية مفعول ثان لتجد ، ومفعوله الأول ضمير الجماعة.
(٢) من الآية ١٢٣ من سورة الأنعام وهي «وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ».
الشاهد في الآية : «أَكابِرَ مُجْرِمِيها» فأكابر أفعل تفضيل مضاف لمعرفة وقد طابق موصوفه المقدر فجمع مثله وتقدير الموصوف «قوما أكابر ..».