٨١ ـ وكريمة من آل قيس ألفته |
|
حتى تبذّخ فارتقى الأعلام (١) |
أي : فارتقى إلى الأعلام.
والمطرد (٢) كقولك : «بكم درهم اشتريت هذا» ف «درهم» مجرور ب «من» محذوفة عند سيبويه والخليل ، وبالإضافة عند الزجاج ؛ فعلى مذهب سيبويه والخليل يكون الجار قد حذف ، وأبقي عمله ، وهذا مطرد عندهما في مميّزكم الاستفهامية إذا دخل عليها حرف الجر.
__________________
(١) قائله : غير معروف. كريمة ـ كريم ، والتاء فيه للمبالغة ، فالموصوف مذكر بدليل تذكير ضميره في «ألفته» وما بعدها .. ألفته : بكسر اللام : أحببته وكنت أليفه ، أو بفتح اللام بمعنى أعطيته ألفا. تبذخ : تكبّر وعلا. الأعلام : جمع علم : بفتحتين وهو الجبل.
المعنى : «رب رجل كريم من قبيلة قيس بقيت أليفه ـ ما دام معسرا فلما استغنى تكبر عن صداقتي وارتفع إلى مثل قمم الجبال».
الإعراب : وكريمة : الواو واو رب : كريمة : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد ـ وهو رب المحذوفة ـ من آل : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لكريمة. وآل مضاف. قيس : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. ألفته : فعل وفاعل ومفعول به : ألف فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به. وجملة «ألفته» في محل رفع خبر المبتدأ «كريمة» حتى : ابتدائية. تبذّخ فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. فارتقى : الفاء عاطفة : ارتقى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. الأعلام : مجرور بحرف جر محذوف تقديره : إلى الجار والمجرور متعلق بارتقى. وجملة «تبذخ» استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة ارتقى معطوفة عليها فهي مثلها.
الشاهد : في قوله : «فارتقى الأعلام» حيث جر «الأعلام» بإلى محذوفة وهذا غير مطرد.
(٢) من المواضع التي يطرد فيها حذف حرف الجر :
(أ) لفظ الجلالة في القسم بدون تعويض نحو «الله لأفعلنّ».
(ب) كي المصدرية حيث يقدر قبلها اللام جارة لها مع صلتها نحو «جئت كي أتعلم».
(ج) أن وأنّ مع صلتها لأنهما في محل جر بالحرف المقدر عند الخليل والكسائي ، نحو «عجبت أن تتأخر» ونحو «رغبت أنك حاضر» ـ أما عند سيبويه فمحلهما نصب بنزع الخافض.