أو «مذ شهرنا» ف «مذ» مبتدأ خبره ما بعده (١) ، وكذلك «منذ» وجوّز بعضهم أن يكونا خبرين لما بعدهما ، ومثال الثاني «جئت مذ دعا» ف «مذ» اسم منصوب المحل على الظرفية ، والعامل فيه جئت (٢).
(ب) وإن وقع ما بعدهما مجرورا فهما حرفا جر : بمعنى «من» إن كان المجرور ماضيا ، نحو «ما رأيته مذ يوم الجمعة» أي : من يوم الجمعة ، وبمعنى «في» إن كان حاضرا نحو «ما رأيته مذ يومنا» أي : في يومنا.
زيادة «ما» بعد «من ، وعن ، والباء» :
وبعد «من وعن وباء» زيد «ما» |
|
فلم يعق عن عمل (٣) قد علما |
تزاد «ما» بعد «من وعن» والباء ، فلا تكفّها عن العمل (٤) ، كقوله تعالى : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا)(٥) وقوله تعالى : (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ)(٦). وقوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ)(٧).
__________________
(١) الذي سوغ الابتداء بمذ ومنذ كونهما معرفتين في المعنى ، ومعنى المثال السابق :
أول مدة عدم الرؤية يوم الجمعة ، أو شهرنا.
(٢) فهو ظرف لمضمون ما قبله ، ومضاف للجملة بعده ، فعلية كانت كمثال الشارح أو اسمية كقول الشاعر :
فما زلت أبغي الخير مذ أنا يافع |
|
وليدا وكهلا حين شبت وأمردا |
(٣) العمل في كلام ابن مالك والشارح هو الجر ، فيبقى لهذه الحروف الثلاثة عملها في جر الاسم الذي بعدها مع زيادة ما بين الجار والمجرور.
(٣) العمل في كلام ابن مالك والشارح هو الجر ، فيبقى لهذه الحروف الثلاثة عملها في جر الاسم الذي بعدها مع زيادة ما بين الجار والمجرور.
(٤) الآية ٢٥ من سورة نوح وتمامها : «فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصاراً».
(٥) الآية ٤٠ من سورة المؤمنين ، وصدرها «قالَ عَمَّا».
(٦) الآية ١٥٩ من سورة آل عمران وهي «فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ».