المقام الأوّل
في بيان أمور تستفاد من هذه الأحاديث
الأول : عدد الخلفاء الذين يكون الأمر لهم بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحصرهم في الاثني عشر لا يزاد عليهم أحد ولا ينقص منهم أحد ، وهذا مفاد كل واحد من الأحاديث.
الثاني : بقاء الأرض وسكونها عن الاضطراب ما داموا باقين عليها.
الثالث : عدم انقضاء هذا الأمر (دين الإسلام) قبل انقضائهم عليهمالسلام ، واستمرار بقائه ببقائهم ، وأنّه ما بقي واحد منهم يكون الدين باقيا قائما وفي هذا دلالة على طول مدة بقائهم على وجه البسيطة ولو بطول بقاء الثاني عشر منهم.
الرابع : عزّة هذا الدين وعدم قدرة الطواغيت على محوه ودرس آثاره إلى مدة هؤلاء الاثني عشر ، فهو لا يزال عزيزا منيعا لا يقدر أحد على القضاء عليه كما قضي على سائر الشرائع والأديان ، فهذه شريعة موسى وعيسى مضافا إلى أنّهما قد نسختا بشريعة الإسلام فقد حرّفت أصولهما وأحكامهما بالحوادث والحروب وسياسات المتغلّبين وتحريفات الكهنة