من ذا لتدوين العلوم أطامع |
|
فيها عقيب صعودها أن ترجعا |
غاضت بحار العلم بعد ممدها |
|
فاليوم في تحصيله لن يطمعا |
أمؤملين الجود من إفضاله |
|
قد خابت الآمال من غير النعي (٧) |
يأسا بني الآمال ما من مفضل |
|
بعد الأكف المطعمات الجوعا |
يا ظلة الساري بحندس (٨) ظلمة |
|
من مرشد لسبيله كي يرجعا |
ناشدتك الله المهيمن هل ترى |
|
يا ظلة السارين بعدك مرجعا |
يا حافرا لضريحه في الأرض قف |
|
أفلم تجد في وسط قلبي موضعا |
عزوا إمام العصر في من كان |
|
عنه نائبا ولسره مستودعا |
كل اللسان عن الرثا لعزائه |
|
لكن علمت لكل ساع ما سعى |
ولك البقايا حجة الإسلام (٩) |
|
ما كنا إلى أحد سواك لنرجعا |
يا واحد العصر المنير ظلامها |
|
ضاق الخناق بنا وكنت المفزعا |
فعليه ثم عليك مني تحية |
|
فعساكما لي في اللقا أن تشفعا |
وعلى النبي وآله الأطهار قد |
|
صليت ما فجر أضاء وشعشعا |
* * *
__________________
(٧) النعي : أراد به النعي ، وهو مصدر من نعى ، وفيه تصرف وتسامح كما لا يخفى.
(٨) الحندس : الليل الشديد الظلمة.
(٩) الخطاب هنا لابن عم السيد ناصر الأحسائي ، العلامة الحجة السيد حسين بن السيد محمد العلي الأحسائي ، المتوفى سنة ١٣٦٩ ه.