ينصرف الذهن إلى غير ذلك من الدوال كالرموز والإشارات.
وفي ما يتعلق بالفصل ، أخذ بعضهم قيد (عدم الدلالة على زمان معين) ليضمن خروج الأفعال ودخول المصادر. واكتفى بعض بقيد عدم الدلالة على الزمان دون أن يصف الزمان بأنه معين أو محصل ، اعتمادا على أن الفعل يدل بأصل وضعه على معنى وزمان معين ، بينما المصادر لا تدل بأصل وضعها على الزمن ، بل دلالتها عليه عقلية التزامية ، وليس ذلك موجبا للاحتراز منها بتقييد الزمان بالمحصل.
* * *
وأما استعمال الاسم بالمعنى الاصطلاحي الثاني المقابل للكنية واللقب ، فقد نقله سيبويه عن أساتذته في مبحث العلم من المعارف. قال : «والألقاب والكنى بمنزلة الأسماء نحو : زيد وعمرو» (٦٧) ، ومثل للألقاب بما هو مشعر بالذم (٦٨) ، وللكنى بأبي عمرو (٦٩).
ولم يهتم سيبويه ولا من جاء بعده من النحاة بتعريف هذه الأقسام الثلاثة للعلم ، واكتفوا بالتمثيل لكل منها حتى القرن السابع الهجري ، إذ عرفها كل من رضي الدين الأسترآبادي وبدر الدين ابن الناظم المتوفيان عام ٦٨٦ ه.
أما ابن الناظم فقد عرف الكنية بما كان من الأعلام مصدرا بأب أو أم ، واللقب بما أشعر برفعة المسمى أو ضعته ، والاسم بما لم يكن كذلك (٧٠).
وأما الرضي فقد عرف الاسم بأنه العلم الذي لا يقصد به مدح ولا ذم ،
__________________
(٦٧) الكتاب ٢ / ٩٧.
(٦٨) الكتاب ٣ / ٢٩٤.
(٦٩) الكتاب ٣ / ٢٩٥.
(٧٠) شرح ابن الناظم : ٢٨.