من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه عمره؟ فكلاهما كرها الموت ، فأوحى الله إليهما : اني آخيت بين علي وليي وبين محمد نبي فآثر علي حياته لنبيي فرقد على فراش النبي يقيه بمهجته ، اهبطا الى الأرض واحفظاه من عدوه. فهبطا فجلس جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ، وجعل جبرئيل يقول : بخ بخ من مثلك يا ابن ابى طالب والله عزوجل يباهى بك الملائكة ، فأنزل الله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) وشرى علي نفسه ، لبس ثوب النبي صلىاللهعليهوسلم ثم نام مكانه.
اخرج الثعلبي في تفسيره والحموينى وابو نعيم والحافظ وابن عقبة وابو السعادات في «فضائل العترة الطاهرة» والغزالي في الاحياء.
ومنهم الشيخ حسين بن محمد بن حسن الديار بكرى في «تاريخ الخميس» (ج ١ ص ٣٢٥ ط بيروت) قال :
قال الغزالي في الاحياء : ان ليلة بات علي بن ابى طالب على فراش رسول الله صلىاللهعليهوسلم أوحى الله تعالى الى جبرئيل وميكائيل : اني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بحياة؟ فاختار كلاهما الحياة وأحباها ، فأوحى الله إليهما : ا فلا كنتما مثل علي بن ابى طالب آخيت بينه وبين محمد فبات علي على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا الى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ينادي : بخ بخ من مثلك يا ابن ابى طالب تباهي بك الملائكة ، فأنزل الله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ).