معلوية يقال له كريز بن الصباح الحميري ، فوقف بين الصفين وقال : من يبارز؟ فخرج له رجل من أصحاب علي فقتله ووقف عليه وقال : من يبارز ، فخرج اليه رجل آخر فقتله وألقاه على الاول ، ثم قال : من يبارز ، فخرج اليه ثالث فقتله وألقاه على الآخرين وقال : من يبارز. فأحجم الناس وأحب من كان في الصف الاول أن يكون في الآخر ، فخرج علي كرم الله وجهه على بغلة النبي صلىاللهعليهوسلم البيضاء فشق الصفين ، فلما انفصل منهما نزل عن البغلة فسعى اليه فقتله ، ثم قال علي رضياللهعنه : من يبارز ، فخرج اليه رجل فقتله ووضعه على الاول ، ثم قال : من يبارز فخرج اليه آخر فقتله ووضعه على الآخرين ، ثم قال : أيها الناس ان الله عزوجل يقول (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) ولم نبدأ بهذا انما بدأتم ثم رجع الى مكانه.
وفي (ص ١٣٧):
روى ابن عباس رضياللهعنهما وقد سأله رجل : أكان علي يباشر القتال يوم صفين؟ فقال : والله ما رأيت رجلا اطرح نفسه في متلف من علي ، ولقد كنت أراه يخرج حاسرا الرأس بيده السيف الى الرجل الدراع فيقتله. أخرجهما الواقدي.
ومنهم العلامة الشيخ ابراهيم بن محمد بن ابى حمويه الحموينى المتوفى سنة ٧٢٢ في كتابه «فرائد السمطين» (مخطوط) قال :
روي بالأسانيد المذكورة الى حاكم الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن على النطنزي قال أصحاب التواريخ : كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يوم صفين انتدب معه من ربيعة ما بين عشرة ألف الى اثني عشر ألفا وتقدمهم على البغلة الشهباء دلدل وحمل وحمل معه حملة رجل واحد فلوم يترك لأهل