فيه الكافور والمسك والعنبر ، ثمّ قال لأولاده وأقربائه : هذا رأس ابن بنت محمّد ، ثمّ قال : وا لهفاه لم أجد جدّك محمّدا فاسلم على يديه ، ثمّ وا لهفاه لم أجدك حيّا فاسلم على يديك وأقاتل دونك ، فلو أسلمت الآن أتشفع لي يوم القيامة؟ فأنطق الله الرأس فقال بلسان فصيح : إن أسلمت فأنا لك شفيع. قالها ثلاث مرّات وسكت ، فأسلم الرّجل وأقرباؤه.
أقول : لعلّ هذا الرّجل اليهوديّ كان راهب قنسرين ، لأنّه أسلم بسبب رأس الحسين عليهالسلام وجاء ذكره في الأشعار ، وأورده الجوهريّ والجرجانيّ في مرائي الحسين كما سيرد عليك في موضعه إنشاء الله.
ومثل هذا يجوز إذا أخبر به النّبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه سيكون بعدي كذا وكذا كما أخبر عن بقيلة بنت؟؟ الأزديّة صاحبة الحيرة ، وكما أخبر سفينة مولاه أنّه يكلّمه الأسد ـ إلخ.
ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص ١١٩ ط حلب) قال :
ولما كانت الحرس على الرأس كلّما نزلوا منزلا وضعوه على رمح وحرسوه ، فرآه راهب دير ، فسأل عنه ، فعرفوه به ، فقال : بئس القوم أنتم هل لكم في عشرة آلاف دينار ويبيت الرّأس عندي هذه اللّيلة ، قالوا : نعم ، فأخذه وغسله وطيّبه ووضعه على فخذه وقعد يبكى إلى الصّبح ثمّ أسلم لأنّه رأى نورا ساطعا من الرأس إلى عنان السّماء ثمّ خرج عن الدّير وما فيه وصار يخدم أهل البيت.
ومنهم العلامة أبو بكر الحضرمي في «رشفة الصادي» (ص ١٦٤ ط مصر).
روى الحديث بعين ما تقدّم عن «التذكرة» ملخّصا.
ومنهم العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (ص ٣٢٥ ط اسلامبول):