وتغطية خصائصه حتى محي فضله ومرتبته من صدور الإسلام (٤٥).
وقال : إن قريشا كلها كانت تبغضه أشد البغض ـ إلى أن قال : ولست ألوم العرب ، ولا سيما قريشا في بغضها له ، وانحرافها عنه ، فإنه وترها وسفك دماءها. وكشف القناع في منابذتها ونفوس العرب وأكبادها كما تعلم (٤٦).
هذا وقد أشار إلى بغض قريش ومنابذتها له في مواضع عديدة أخرى من كتابه فليراجعها من أراد (٤٧).
المتآمرون في كلمات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم :
ونحن إذا رجعنا إلى كلمات الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم المنقولة لنا بصور متعددة وفي موارد مختلفة فإننا نجد : أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يؤكد على معرفته بنوايا المتآمرين من قومه قريش ، تجاه أهل بيته عموماً ، وأميرالمؤمنين علي عليه السلام بصورة خاصة ، وقد تقدّم عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم بعض من ذلك ، وما تركناه أكثر من أن يحاط به بسهولة ، ويسر ، لكثرته وتنوّعه.
ويكفي أن نذكر هنا : أنّ تأخيره : بلاغ ما اُنزل إليه في شأن الامامة والولاية ، قد كان بسبب المعارضة الكبيرة التي يجدها لدى قريش ، التي كانت لا تتورّع عن اتّهام شخص الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والطعن في نزاهته ، وفي خلوص عمله ونيّته.
وقد صرّحت طائفة من النصوص المتقدّمة بأنّ قريشاً كانت رائدة هذا الاتجاه ، وهي التي تتصدّى ، وتتحدّى ، وإليك نموذجاً آخر من تصريحات الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم الدالّة على معرفته بهؤلاء المتآمرين ، ووقوفه على حقيقة نواياهم :
ا ـ قال الطبرسي : قد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله عليهما
__________________
(٤٥) شرح النهج ١٨ / ١٨.
(٤٦) شرح النهج ١٤ / ٢٩٩ ونقل أيضا عن نثر الدر ـ للآبي ـ ١ / ٣٤٠ ما هو بمعنى ما ذكر.
(٤٧) راجع : شرح النهج ٩ / ٢٨ و ٢٩ و ٥٢ وج ٤ / ٧٤ ـ ١٠٤.