اعتبارا بجلال من تلين القلوب القاسية بين يديه ، وتصغر الأقدار السامية عنده.
واعتبارا بما أنه بمقام خجل من أضرم نار غيظه عند ذنب صدر من مشابه له في البشرية ، وهو يواقع أضعافه في إسخاط خالق البرية.
أهملت نفسك في هواك ولمتني |
|
لو كنت تنصف لمت نفسك دوني |
ما بال عينك لا ترى أقذاءها |
|
وترى الخفي من القذى بجفوني |
واعتبارا بما أن الانتقام من المجرم حاصله شفاء غيظ ، لا يستلزم ثوابا دائما ، وسعادة راهنة.
وفي الصفح مع مقارنة النية الصالحة تحصيل ذلك.
واعتبارا بأن الكبرياء والعظمة مختصة بكمال جلال إله الوجود ، وفي البطش بالانتقام نوع منازعة لذلك الاختصاص.
واعتبارا بما أن عاقبة الصفح ثناء أرباب العقول ، ومحبة المصفوح عنه ، وحلية جميلة لمن اعتمده وقرب منه.
وذلك مما يرغب فيه الراغب ويطلبه الطالب.
أخمد بحلمك ما يذكيه ذو سفه |
|
من نار غيظك واصفح إن جنى جاني |
فالحلم أحسن ما ازدان اللبيب به |
|
والأخذ بالعفو أحلى ما جنى جاني |