شرفني المولى الفقيه ، العالم العامل ، الورع المخلص ، الكامل ، جامع الفضائل مجمع الأفاضل ، الراغب في اقتناء العلوم العقلية والنقلية ، المجتهد في تحصيل الكمالات النفسانية ، الفائز بالسهم العلي ، أفضل إخوانه ، إمام الحاج والمعتمرين ، جما ل الملة ، ونظام الفرقة ، مولانا جمال الملة والحق والدين ، أحمد بن المرحوم شمس الدين محمد ابن فهد الحلي لطف الله به ، وجعلني أهلا لما التمس مني ، ولم أكن أهلا له ، بأن أجيز له ما أجاز لي الشيخ الفقيه إمام المذهب ، خاتمة الكل ، مقتدى الطائفة المحقة ، ورئيس الفرقة الناجية ، السعيد المرحوم والشهيد المظلوم ، الفائز بالدرجات العلى والمحل الأسنى ، الشيخ أبو عبد الله محمد بن مكي أسكنه الله بحبوحة جنته ، وجعله من الفائزين بمحبته ، المعوضين بما عوض أهل محنته بمحمد وأطائب عترته ، فأسرعت إلى ملتمسه لوجوب طاعته ، وتحتم إرادته ، واستعنت بواهب العقل ومفيض الجود في التوفيق لمقتضى إرادته ، وشرعت في ثبت ما أجازه لي قدس الله لطيفته ، وحكيت صورة الإجازة حسب ما اختاره الشيخ جمال الدين أحمد بمقتضى إرادته ، وفقه الله وإيانا وكافة المؤمنين لما فيه صلاح دنياه وآخرته ، بمحمد وذريته ، وها هي : ... (١٩).
آثاره العلمية :
لقد خلف ابن فهد آثارا جليلة نثبت منها ما استطعنا الوصول إليه ، ورأينا أن نسجل في الهامش نسخها الخطية ليسهل الأمر على من أراد مراجعتها :
١ ـ المهذب البارع في شرح المختصر النافع ، وسماه أيضا : جامع الدقائق وكاشف الحقائق ، وقد طبع مؤخرا بتحقيق الشيخ مجتبى العراقي ، وفيه نسخه الخطية.
٢ ـ المقتصر من شرح المختصر (٢٠).
__________________
(١٩) بحار الأنوار ١٠٤ : ٢١٧.
(٢٠) توجد نسخة في خزانة السيد الشيرازي بسامراء ، وخزانة الشيخ علي كاشف الغطاء ، والسيد محمد