كانوا فيه (١).
__________________
(١) وقال العلامة الخواجة پارسا البخاري في «فصل الخطاب» (على ما في ينابيع المودة ص ٣٦٨ ط اسلامبول)
وقال الامام فخر الدين الرازي روى أنه قيل : يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال : على وفاطمة وابناهما(وقد تقدم نقل مدارك هذا الحديث في الآيات الواردة في أهل البيت) فثبت أن هؤلاء الأربعة هم المخصوصون بمزيد المودة والتعظيم لوجوه : الاول هذه الآية ، الثاني أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان يحبهم وثبت ذلك بالنقل المتواتر ، وبالعقل فيجب على كل الامة اتباعه لقوله تعالى : (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) والثالث أن الدعاء للال منصب عظيم وقد جعل هذا الدعاء في خاتمة التشهد في الصلاة وهذا التعظيم لم يوجد في غير الال وقال الامام الشافعي :
يا راكبا قف بالمحصب من منى |
|
واهتف بساكن خيفها والناهض |
ان كان رفضا حب آل محمد |
|
فليشهد الثقلان انى رافض |
وقال بعض العارفين : ثمرة مودة أهل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم وقرابته عائدة الى أنفسهم لكونها سبب نجاتهم كما قال تعالى : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) ، إذا المودة تقتضي المناسبة الروحانية المستلزمة لاجتماعهم في الحشر كما في حديث : المرء مع من أحب ولا يمكن لمن تكدر روحه وبعدت عنهم مرتبته أن يحبهم بالحقيقة وبصميم القلب ، ولا يمكن لمن تنور روحه ان لا يحبهم لكونهم مخلوقين من طينة أهل بيت النبوة ومعادن الولاية والفتوة ولا يحبهم الا من يحب الله ورسوله ولو لم يكونوا محبوبين في العناية الاولى من الله تعالى فما أحبهم رسوله إذ محبته عين محبة الله تعالى في صورة التفصيل بعد كونها في الإجمال والأربعة المذكورة في الحديث : على وفاطمة وابناهما خصوا بالذكر ولم يحرض النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أمته على محبة غيرهم كتحرضه على محبة هؤلاء ، وأولادهم السالكون بسبيلهم التابعون لهداهم هم في حكمهم في وجوب المودة فيهم وكذا حرض النبي صلى الله