ومجموعا كان أو مثنّى ، والتاء للمخاطب المذكّر ولمثنّاه وجمعه نحو : تضرب يا زيد وتضربان يا زيدان وتضربون يا زيدون ، وللمخاطب المؤنّث ولمثنّاه وجمعه نحو : تضربين يا هند وتضربان يا هندان ، وتضربن يا هندات ، وللمؤنث الغائبة والغائبتين نحو : هند تضرب والهندان تضربان ، قال الله تعالى : (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ)(١) والياء لكلّ غائب غير الغائبة والغائبتين كما تقدّم في التّاء فمثال ذلك (٢) : زيد يقوم والزيدان يقومان والزيدون يقومون ، وللجمع المؤنّث نحو : الهندات يقمن (٣).
واعلم أنّ الفعل المضارع إذا اتّصل به نون جماعة المؤنّث التي هي ضمير الفاعل رجع مبنيّا (٤) فلم تعمل فيه العوامل لما سنذكر نحو : أنتنّ تضربن وهنّ يضربن ولا تضربن ، واعلم أنّ نحو ؛ يفعلان ويفعلون ليس تثنية للفعل ، ولا جمعا له ، لأنّ الأفعال لا تثنّى ولا تجمع ؛ لأنّ الغرض من التثنية والجمع الدلالة على الكثرة ؛ ولفظ الفعل يعبّر به عن القليل والكثير فإنّ نحو قولك : قام زيد ، محتمل أن يكون قد قام مرارا أو قام مرة ، وإنّما التثنية والجمع في يفعلان ويفعلون للفاعل خاصّة ، فإنّ الألف في يفعلان اسم وهي ضمير الفاعل وليست كالألف في الزيدان لأنّها حرف (٥) وهي في يضربان اسم ، وكذلك القول (٦) في واو يضربون ونحوه فإنّها اسم وهو ضمير الفاعل ، وواو زيدون حرف ، وكذلك الياء في تضربين ضمير الفاعل وهي اسم وإذا قلت : الهندات ضربن وقمن فالنون اسم وهو ضمير راجع على الهندات وإذا قلت : قمن الهندات فالنون حرف مؤذن بأنّ الفعل للمؤنّث على لغة أكلوني البراغيث مثل التاء في : قامت هند (٧) ، ولا يجوز أن تكون ضميرا لئلا يلزم الإضمار قبل الذّكر ،
__________________
(١) من الآية ٢٣ من سورة القصص.
(٢) بعدها في الأصل مشطوب عليه «الياء للغائبين المذكرين».
(٣) شرح الوافية ، ٣٤٠.
(٤) غير واضحة في الأصل.
(٥) انظر في هذه المسألة الكتاب ، ٢ / ٤٠ وشرح المفصل ، ٧ / ٧ ـ ٨ وشرح ابن عقيل ، ٢ / ٧٩ ـ ٨٢ وشرح التصريح ، ١ / ٢٧٦ وهمع الهوامع ، ١ / ١٦٠ وشرح الأشموني ، ٢ / ٤٦.
(٦) في الأصل للقول.
(٧) في الكتاب ، ٢ / ٤٠ واعلم أن من العرب من يقول : ضربوني قومك وضرباني أخواك ، فشبهوا هذا بالتاء