الواحد : حيّ زيد وفي الجمع حيّوا (١) ولم تستثقل الضمّة على الياء المدغم فيها لسكون ما قبلها وهو الياء المدغمة قال الشّاعر : (٢)
عيّوا بأمرهم كما |
|
عيّت ببيضتها الحمامه |
فقال : عيّوا وعيّت ، كما يقال : ظنّوا وظنّت ، وإذا أدغمت جاز لك فتح الحاء من حيّ وكسرها ، أما فتحها فواضح على الأصل ، وأمّا كسرها فلأنّه لما سكّنت الياء التي بعدها للإدغام أشبهت الياء الساكنة في ليّ جمع ألوى ، يقال : قرن ألوى (٣) وقرون ليّ بضمّ اللّام وبكسرها (٤) والكسرة في لام ليّ أظهر من الكسرة في حاء حيّ ، لاستثقال الضمّة قبل الياء الساكنة وليس كذلك حيّ لأنّها فتحة وهي قبل الياء غير مستكرهة.
واعلم أنّ الادغام إنما يقع فيما حركته لازمة (٥) نحو : حيّ لأنّ فتح آخر الفعل الماضي لازم فلذلك حسن الإدغام في حيّ بخلاف ما لم تلزم حركته فإن الادغام لا يجوز فيه ، ويجب فكّه مثل مضارع المضاعف المذكور نحو : لن يحيى ، ولن يستحيي ولن يحايي ، لأنّ من شرط المدغم فيه أن يكون متحركا والياء في المضارع المذكور ساكنة في الرفع ، محذوفة في الجزم ، والفتحة في النصب عارضة لأنّها حركة إعراب تزول في الرفع والجزم فلا اعتداد بها ، لأنّ الحركة العارضة كالمعدومة بخلاف فتحة آخر الماضي فإنّها فتحة لازمة فلذلك أدغم حيّ في الماضي للحركة اللازمة ، ولم يدغم في المضارع لعدم اللزوم (٦).
__________________
(١) الكتاب ، ٤ / ٣٩٦ والمقتضب ، ١ / ١٨١.
(٢) البيت لعبيد بن الأبرص ورد في ديوانه ٧٨ برواية :
برمت بنو أسد |
|
كما برمت ببيضتها الحمامة |
وورد منسوبا له في شرح المفصل ، ١٠ / ١١٤ ـ ١١٥ ولسان العرب ، حيا وشرح شواهد الشافية ، ٤ / ٣٥٧ وورد من غير نسبة في الكتاب ، ٤ / ٣٩٦ والمقتضب ، ١ / ١٨٢ والمنصف ، ٢ / ١٩١ برواية النعامة.
(٣) أي معوج ، اللسان ، لوى.
(٤) الكتاب ، ٤ / ٤٠٤.
(٥) المفصل ، ٣٩٢.
(٦) المقتضب ، ١ / ١٨٢.