قبيل المنقوص نحو : قاض ، وكذلك إذا جمعت عرقوة وهي خشبة الدّلو ، وقلنسوة على حدّ جمع تمرة على تمر فتحذف التاء للجمع تبقى عرقو وقلنسو ، فتقع الواو طرفا وقبلها ضمّة فيفعل بها ما ذكر ، فتبقى عرق وقلنس ، قال الشاعر : (١)
لا صبر حتّى تلحقي بعنس |
|
أهل الرّياط البيض والقلنسي |
كان قلنسو بضمّ السين وبعدها واو فأبدل من الضمّمة كسرة فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
واعلم أنّ الجمع على حدّ تمر وتمرة ، إنما يكون في المخلوقات كالتمر ، وأمّا في المصنوعات فقد جاء قليلا كعرقو وقلنسو (٢) ومنه : سفينة وسفين (٣) وأمّا إذا وقعت الواو حشوا فإنّها تسلم ولا تعلّ (٤) كما في نحو : قلنسوة وقمحدوة وأفعوان وعنفوان حيث لم تتطرف ، ولها في إعلالها طرفا وسلامتها حشوا فيما ذكرنا نظير مما تقدّم ، أمّا نظير إعلالها طرفا في نحو : أدل وقلنس فنحو : كساء ورداء ، وأمّا نظير سلامتها حشوا في قلنسوة وقمحدوة فنحو : النّهاية والعظاية والصّلاية وهي الفهر (٥) والشقاوة والأبوة والأخوة فكما أنّ الهاء في قمحدوة منعت من قلب الواو ياء ، كذلك الهاء في النهاية وما بعدها فإنّه لو لاها لوجب قلب الواو ياء والياء همزة ولذلك أعلوا قلنس جمع قلنسوة ، ولم يعلّوا قلنسوة لمنع الهاء من إعلالها فإن قيل : فقد قالوا في صلاية صلاءة وفي عباية عباءة وفي عظاية عظاءة ، فهمزوا حرف العلّة حشوا ، وكان القياس يقتضي أن لا يقلب همزة لوجود الهاء بعدها وجريان الإعراب عليها فالجواب : أنّ تاء التأنيث في حكم كلمة أخرى منضمّة إلى التي قبلها فيصير حرف العلّة في صلاءة وبابها / كأنه قد وقع طرفا فلذلك أعلّ وإن كانت الهاء حرف
__________________
(١) الرجز لم يعرف قائله أنشده الأصمعي عن عيسى بن عمر ، ورد في الكتاب ، ٣ / ٣١٧ والمقتضب ، ١ / ١٨٨ وـ الخصائص ، ١ / ٢٣٥ والمنصف ، ٢ / ١٢٠ ـ ٣ / ٧٠ وشرح المفصل ، ١٠ / ١٠٧ ولسان العرب ، قلس وعنس.
(٢) فجرى عليهما بعد حذف التاء ما جرى على واو دلو ، إذ أبدلوا من الضمة كسرة ومن الواو ياء ، فصار : عرق وقلنس. انظر إيضاح المفصل ، ٢ / ٤٦١ وشرح المفصل ، ١٠ / ١٠٨.
(٣) شرح المفصل ، ١٠ / ١٠٩ والمصنف ينقل منه.
(٤) المفصل ، ٣٨٩.
(٥) قيل : هو الحجر مطلقا ، وقيل : هو الحجر قدر ما يدق به الجوز ونحوه ، اللسان ، فهر.