ولم يحذفوا هذه الهمزة وإن عادت النون ، لأنّها بصدد أن تحذف وهي همزة مفتوحة لشبه أيمن بالحرف ، لأنّها اسم غير متمكن ، ولم يستعمل إلّا في القسم ، ففتحت الهمزة معها كما فتحت مع لام التعريف وحكى يونس : ايمن بكسر الهمزة (١).
ذكر المصادر
التي تلزمها همزة الوصل لسكون أوائلها (٢)
أمّا الأسماء العشرة التي هي غير مصادر المقدمة الذكر ، فمسموعة معدودة ، وأمّا المصادر فقياسيّة لأنّها تأتي من كلّ فعل بعد ألفه أربعة أحرف فصاعدا إذا ابتدىء به وكان ماضيا أو أمرا كانطلق انطلاقا ، واستخرج استخراجا وقد خرج من ذلك نحو : دحرج دحرجة وأكرم إكراما لعدم الألف في أول دحرج ، ولكون ما بعد ألف أكرم أقل من أربعة ، فإذا كان الفعل بالصفة المذكورة أعني أن يكون أوله ألفا وبعدها أربعة فصاعدا كان أوله ساكنا ، وهمزته همزة وصل ، وكان مصدره كذلك فإن قيل : أسطاع إسطاعا بمعنى أطاع بقطع الهمزة عند بعض العرب ، وأهراق إهراقا فعلان أولهما ألف وبعدها أربعة أحرف ، ومع ذلك فليست الهمزة فيهما ولا في مصادرهما للوصل؟ فالجواب : أنّ زيادتهما على غير القياس ، فهما شاذّان (٣) والأفعال التي مصادرها كذلك ثمانية :
١ ـ انفعل انفعالا كانطلق انطلاقا.
٢ ـ افتعل افتعالا كاقتدر اقتدارا.
٣ ـ استفعل استفعالا كاستخرج استخراجا.
٤ ـ افعلّ افعلالا كاحمرّ احمرارا.
٥ ـ افعنلل افعنلالا كاقعنسس اقعنساسا.
٦ ـ افعالّ افعيلالا كاشهابّ اشهيبابا.
٧ ـ افعوّل افعوّالا كاخروّط اخروّاطا.
__________________
(١) والحكاية في الكتاب ، ٤ / ١٤٩ بحذف النون.
(٢) المفصل ، ٣٥٥.
(٣) وقد نصّ على شذوذهما من قبل ابن الحاجب في الإيضاح ، ٢ / ٣٦٦ وانظر الكتاب ، ٤ / ٢٨٥.