جائزا ، وقرأ بعضهم اشتروا الضلالة بالفتح ، وكذلك ما كان مثله نحو (عَصَوُا الرَّسُولَ)(١)(فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ)(٢) ، (وَآتَوُا الزَّكاةَ)(٣) فيجوز فيه تحريك الواو بالحركات الثلاث ، فالكسر على الأصل (٤) ، والضمّ لما قدمنا ذكره ، والفتح لأنّه أخفّ ، وكذلك الكلام فيما أشبهه من اخشوا الله وشبهه ونحو قولك : اخشي الله يا امرأة بتحريك ياء اخشي بالكسر للالتقاء الساكنين ، هي ولام التعريف في اسم الله تعالى ، ونحو : مصطفي الله بتحريك الياء بالكسر ، كان مصطفين جمع مصطفى ، سقطت النون للإضافة فالتقى ساكنان الياء واللّام في اسم الله ، فحركت الياء بالكسر (٥) ونحو قوله تعالى : (لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ)(٦) بتحريك واو لو بالكسر للالتقاء الساكنين هي والسين (٧) واعلم أنّ الحرف المجزوم (٨) إذا تحرّك لملاقاة ساكن بعده نحو : خف الله ورمت المرأة ويا قوم اخشون الله ، واخشين ، لم يردّ ما حذف منه فلا يقال : خاف الله ولا رمات المرأة ، ولا اخشوون بواوين
__________________
(بالكسر) قال أبو الفتح ، في هذه الواو ثلاث لغات : الضم ، والكسر ، وحكى أبو الحسن فيها الفتح ... ثم قال : والضم أفشى ثم الكسر ثم الفتح ، وانظر البحر المحيط ، ١ / ٧١ ، والكتاب ، ٤ / ١٥٥ وشرح المفصل ، ٩ / ١٢٥.
(١) من الآية ٤٢ من سورة النساء ، قرأ يحيى بن يعمر وأبو السمال ، بكسر الواو على التقاء الساكنين والجمهور بضمها البحر ، ٣ / ٢٥٣.
(٢) من الآية ٩٤ من سورة البقرة ، قرأ ابن أبي إسحاق بكسر الواو ، وحكى الحسن بن إبراهيم عن أبي عمرو فتحها ، وروى عنه أيضا اختلاس ضمتها ، روح المعاني ، ١ / ٣٢٨ ، وفي البحر ، ١ / ٣١٠ قرأ الجمهور فتمنوا الموت بضم الواو.
(٣) من الآية ، ٢٧٧ من سورة البقرة.
(٤) أتى الطمس على بعضها.
(٥) الكتاب ، ٤ / ١٥٦.
(٦) من الآية ٤٢ من سورة التوبة.
(٧) في المحتسب ، ١ / ٢٩٢ ومن ذلك قراءة الأعمش لو استطعنا ، قال أبو الفتح شبهت واو لو هذه بواو جماعة المذكرين فضمّت كما تلك مضمومة في قوله تعالى : فتمنوا الموت وكذلك شبهت واو الجمع هذه بواو لو فكسرت وذلك من قرأ فتمنوا الموت والذين اشتروا ، وهناك قراءة أخرى. اشتروا الضلالة بفتح الواو لالتقاء الساكنين .. ثم قال ... فلو قرأ قارىء متقدم لو استطعنا بفتح الواو لكان محمولا على قول من قال : اشتروا الضلالة ، فأما الآن فلا يجوز لأحد أن يرتجل قراءة وإن سوغتها العربية وانظر الكتاب ، ٤ / ١٥٥.
(٨) الحرف المجزوم ، غير واضحتين في الأصل.