الأخسرين بتحريك نون من لسكون اللّام في الأصل ، ومنه أيضا قول الشاعر (١) :
أبلغ أبا دختنوش مألكة (٢) |
|
غير الذي قد يقال ملكذب |
الأصل من الكذب ، فحذف النون تخفيفا لالتقاء الساكنين لعدم الاعتداد بحركة اللّام ، وكان الوجه تحريكها لا حذفها ، فحذفها على غير قياس.
ذكر التقاء الهمزتين والثانية ساكنة (٣)
ويلتقيان على وجهين :
أحدهما : أن يلتقيا في كلمة واحدة فتقلب الثانية حرف لين ، ومذهب سيبويه أنّ ذلك واجب (٤) لأنّه إذا استثقلت الهمزة الواحدة ، فإذا اجتمع ثنتان في كلمة كان الثقل أبلغ.
فمن ذلك آدم وأيمّة وجاء وخطايا ، أمّا آدم فأصله أأدم بهمزتين فقلبت الثانية ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها كما قيل في رأس ، لكن رفضت هذه الهمزة وصارت ألفا كألف كاهل وضارب ، ولذلك جمع على أوادم وصغّر على أويدم ، كما جمع كاهل على كواهل ، وصغّر على كويهل (٥).
وأما أيمة ، فالأصل / أأممة على وزن أفعلة جمع إمام كما جمع مثال على أمثلة ، فلما اجتمع في أأممة همزتان الأولى همزة الجمع والثانية فاء الفعل ، كان القياس قلب الثاني ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها لكن لما وقع بعدها مثلان ، وأرادوا الإدغام نقلوا حركة الميم الأولى وهي كسرة إلى الهمزة الثانية الساكنة وأدغموا الميم في الميم ، فانقلبت الهمزة الثانية ياء ، لأنّ الهمزتين لمّا اجتمعتا في كلمة لزم الثانية
__________________
(١) البيت لم يعرف قائله ، وقد ورد في الخصائص ، ١ / ٣١١ ـ ٣ / ٢٧٥ وأمالي ابن الشجري ، ١ / ٧ ـ ٣٨٦ وشرح المفصل ، ٨ / ٣٥ ـ ٩. ١٠ / ١١٦ ولسان العرب ، ودختنوش بالفارسية دخت نوش ، وهي بنت لقيط بن زرارة سمّاها أبوها باسم بنت كسرى. انظر المعرب ، للجواليقي ، ١٩٠.
(٢) غير واضحة في الأصل.
(٣) المفصل ، ٣٥١ ـ ٣٥٢.
(٤) الكتاب ، ٣ / ٥٥٢.
(٥) الكتاب ، ٣ / ٥٥٢ وشرح المفصل ، ٩ / ١١٦.