هذه الهاء مجرى الهاء التي لإضمار / المذكّر في نحو : به فإذا وقفت على هذ هي ، حذفت الياء فقلت هذه ، ليس إلّا ، كما تفعل في به (١) ، وتقول : حتّام ، وحتّامه وفيم وفيمه ، بغير هاء وبإلحاق الهاء ، لأنّ ما الاستفهامية المتصلة بحروف الجرّ المذكورة لك فيها أن تحذف ألفها في الوقف كما تحذفه في الوصل من غير تعويض كقولك : حتّام كما تقول في الوصل : حتّام أنت واقف ، ولك أن تعوّض من ألفها هاء السكت كما قلنا في حتامه وفيمه لأنّه قد بقي اسم الاستفهام على حرف واحد ، وتقول في الوصل : مجيء م جئت ، ومثل م أنت ، فإذا وقفت عوّضت وقلت : مجيء مه ومثل مه ، بإلحاق هاء السكت ليس إلّا ، لأنّ اتصال ما الاستفهامية بمجيء وبمثل ، ليس كاتصاله بحرف الجرّ ، لأنّ مجيء ومثل يصحّ الوقوف عليهما منفصلين عن ما ، فتبقى «ما» على حرف واحد فيجب إلحاق الهاء بخلاف حرف الجرّ ، فإنه لا ينفصل من ما لشدّة اتصال حرف الجرّ ، فلذلك وجبت الهاء في ما مع مجيء ومثل ، ولم تجب في حتّام وبابها (٢) ، وتقول في الوقف على نون التأكيد الخفيفة في اضربن : اضربا ، فتبدلها ألفا حسبما تقدم في نون التأكيد ، قال الأعشى : (٣)
... |
|
ولا تعبد الشّيطان والله فاعبدا |
وتقول في يا قوم هل تضربن : هل تضربون بإعادة واو الجمع ، لأنّ نون التأكيد ، حذفت للوقف كما تحذف للتنوين لشبهها به ، فعادت واو الجمع ونون الإعراب ، لأنّهما إنما حذفا من أجل نون التأكيد وقد زالت للوقف (٤). وهو أيضا مما تقدّم مع نون التأكيد ، واعلم أنّ الزمخشريّ ذكر في المشترك القسم بعد الوقف ونحن
__________________
(١) الكتاب ، ٤ / ١٩٨.
(٢) الكتاب ، ٤ / ١٦٤ وشرح المفصل ، ٩ / ٨٧ ـ ٨٨ وحاشية ابن جماعة ، ١ / ١٧٨.
(٣) هذا عجز بيت للأعشى وصدره :
فإياك والميتات لا تقربنّها |
|
... |
ورد في ديوانه ، ١٨٧ برواية : وذا النّصب المنصوب لا تنسكنّه ، والأوثان في مكان الشيطان وورد البيت بالرواية الأولى منسوبا له في الكتاب ، ٣ / ٥١٠ وشرح المفصل ، ٩ / ٨٨ ـ ١٠ / ٢٠ وشرح التصريح ، ٢ / ٢٠٨ وشرح شواهد المغني ، ٢ / ٥٧٧ ـ ٧٩٣. وورد من غير نسبة في الإنصاف ، ٢ / ٦٥٧ وشرح المفصل ، ٩ / ٣٩ ومغني اللبيب ، ٢ / ٣٧٢.
(٤) الكتاب ، ٣ / ٥٢٢ وشرح المفصل ، ٩ / ٩٠.