بعضهم : (١) إذا خففت لكن كانت حرف عطف فلم يجز معها ذكر الواو لامتناع دخول حرف العطف على مثله.
ذكر ليت (٢)
وتستعمل لإنشاء التمني كقوله تعالى : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ / الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ)(٣) وكقوله تعالى : (فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا)(٤) وجوّز الفراء ليت زيدا قائما ، إجراء لها مجرى أتمنّى ، وجوّزه الكسائي أيضا لكن بتقدير كان أي ليت زيدا كان قائما وتمسّكا بقول الشّاعر : (٥)
يا ليت أيّام الصّبا رواجعا
وأجيب عنه : بأنّ رواجع منصوب على الحال من الضمير المقدّر في الخبر المحذوف أي يا ليت أيام الصبا لنا رواجعا ، فرواجع حال من الضمير المستكن في لنا (٦).
ذكر لعلّ (٧)
وهي لإنشاء ترجّي وقوع أمر والفرق بين التمني والترجي ؛ أنّ الترجي لا يكون إلّا في الممكنات ، والتمني يكون في الممكنات والمستحيلات ، فإن الإنسان لا يترجّى الطيران وقد يتمناه ، وزعم أبو زيد أنّ من العرب من يجرّ بلعل (٨)
__________________
بالتشديد ونصب ما بعدها ، وانظر الاتحاف ، ١٤٤.
(١) ومنهم أبو حاتم على ما ذكر ابن يعيش ، ٨ / ٨٠ وانظر تفصيلا أوفى المغني ، ١ / ٢٩٣.
(٢) الكافية ، ٤٢٥.
(٣) من الآية ٧٩ من سورة القصص.
(٤) من الآية ٢٧ من سورة الأنعام.
(٥) الرجز للعجاج ورد في ملحقات ديوانه ، ٣ / ٨٢ وورد من غير نسبة في الكتاب ، ٢ / ١٤٢ وشرح المفصل ، ٨ / ٨٤ ومغنى اللبيب ، ١ / ٢٨٥ وهمع الهوامع ، ١ / ١٣٤.
(٦) شرح الوافية ، ٣٩٧ وإيضاح المفصل ، ٢ / ١٩٨ وشرح المفصل ، ٨ / ٨٤ والهمع ، ١ / ١٣٤.
(٧) الكافية ، ٤٢٥.
(٨) وهم بنو عقيل كما سيذكر بعد ، ولعل المجرور بها ثابتة اللام الأولى ، ومحذوفتها ، مفتوحة الأخيرة