أقول : هذا نص كلامه نقلته بحرفه ، ثم ذكر في الهامش المصادر التي استقى منها معلوماته تلك ، وهي : أمل الآمل ، والذريعة ، والأعلام.
ثم أقول ثانيا : إن كلامه ذلك ظاهره يدل على تتبع واسع وعلى بذل جهد مضن يتراءى من خلاله للقارئ أن المحقق قد راجع عشرات المصادر وفتش في زوايا أمهات المراجع فلم يعثر على غير ما ذكره من ترجمة المؤلف ، وتلك لعمري دعوى ينكشف زيفها لو وضعناها تحت منظار التتبع الصحيح والواقع العلمي.
غاية ما في الأمر أن المحقق المذكور قد راجع كتاب «الأعلام» للزركلي وأثبت عبارته بنصها إلا كلمتين غير وبدل فيهما ثم نقل ما ذكره الزركلي في الهامش أعني أمل الآمل والذريعة [راجع : الأعلام ١ / ٢٤٦] حتى أن المحقق ـ الدكتور السامرائي ـ لم يتكلف عناء مراجعة هذين المصدرين اللذين ذكرهما الزركلي ليرى أنه هل كان النقل صحيحا أم لا؟
فمثلا : لقد ذكر الزركلي في الهامش : الذريعة ٣ / ١٢٠ ، والدكتور السامرائي نقله بما هو من غير مراجعة ، والحال أن في الذريعة ٣ / ١٢٠ قد ذكر صاحبها اسم كتاب «بشرى المحققين» مع ذكر مؤلفه ـ أعني أحمد بن موسى بن طاووس ـ فقط ، فكان الأنسب لحضرة الدكتور السامرائي أن يذكر الذريعة ٣ / ١٥٠ حيث ورد فيها اسم الكتاب الذي يروم تحقيقه ، أعني «بناء المقالة الفاطمية».
وأما أمل الآمل فلو كان الدكتور قد راجعه حقا لاستفاد منه أكثر مما ذكر وعرف أن من جملة كتب المؤلف كتاب «الأزهار في شرح قصيدة مهيار» لا «الازدهار» كما ذكره هو.
ثم إن المحقق الدكتور السامرائي لو كان قد بذل أدنى جهد أو أقل عناية بأن دار برأسه نحو المكتبة العربية وشخص إليها ببصره لوجد فيها مصادر كثيرة تذكر المؤلف وتشرح حياته وسيرته وكتبه ، ولأجل أن الفت نظر الدكتور إليها أذكر بعضها المطبوع المتداول عند المحققين وغيرهم :
رجال ابن داود : ٤٥ ، منهج المقال : ٤٨ ، نقد الرجال : ٣٥ ، جامع