(أبو بكر) وفي آخر
(عمر) وفي ثالث (سالم مولى أبي حذيفة) وفي رابع (عثمان).
وطريق الجمع بينها
أن يقال : إن أبا بكر أول من جمع القرآن أي دونه
تدوينا ، وأن المراد من : (فكان [عمر] أول من جمعه في المصحف) أي : أشار
على أبي بكر أن يجمعه ، وأن المراد فيما ورد في (سالم) : أنه من الجامعين للقرآن
بأمر أبي بكر ، وأما (عثمان) فجمع الناس على قراءة واحدة.
ثالثا
: في بيان الأحاديث
الواردة في كيفية الجمع وخصوصياته في كل
مرحلة. أما في المرحلة الأولى ، فقد رووا عن زيد قوله : (كنا على عهد رسول الله
ـ صلىاللهعليهوآله ـ نؤلف القرآن من الرقاع ...) ورووا عنه أيضا : (قبض
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ولم يكن القرآن جمع في شئ) وأنه قال لأبي
بكر لما أمره بجمع القرآن : (كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله؟!) .
إلا أنه يمكن
الجمع بين هذه الأخبار بحمل النافية على عدم تأليف القرآن
وجمعة بصورة كاملة في مكان واحد ، بل كانت كتابته كاملة عند الجميع ...
وهكذا تندفع
الشبهة الأولى.
وأما في المرحلة
الثانية : فإنه وإن كان أمر أبي بكر بجمع القرآن وتدوينه
بعد حرب اليمامة ، لكن الواقع كثرة من بقي بعدها من حفاظ القرآن وقرائه ، مضافا
إلى وجود القرآن مكتوبا على عهد النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ ... فلا تطرق الشبهة
من هذه الناحية في تواتره. وأما الحديث : (إن عمر سأل من آية من كتاب الله كانت مع
فلان قتل يوم اليمامة ...) فإسناده منقطع فالشبهة الثانية مندفعة كذلك.
وأما جمع القرآن
من العسب واللخاف وصدور الرجال ـ كما عن زيد ـ
فإنه لم يكن لأن القرآن كان معدوما ، وإنما كان قصدهم أن ينقلوا من عين
المكتوب بين يدي النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ ولم يكتبوا من حفظهم. وأما قوله :
__________________