واختلاقها ، من
قبل أعداء الإسلام ...
فيقول الحكيم
الترمذي : (... ما أرى مثل هذه الروايات إلا من كيد
الزنادقة ...)
ويقول أبو حيان
الأندلسي : (ومن روى عن ابن عباس أن قوله : (حتى
تستأنسوا) خطأ أو وهم من الكاتب ، وأنه قرأ حتى (تستأذنوا) فهو طاعن في
الإسلام ملحد في الدين ، وابن عباس برئ من هذا القول) .
وهكذا عالج بعض
العلماء والكتاب المتأخرين والمعاصرين هذه الأحاديث ، فنرى صاحب (المنار) يقول :
(وقد تجرأ بعض
أعداء الإسلام على دعوى وجود الغلط النحوي في
القرآن ، وعد رفع (الصابئين) هنا من هذا الغلط. وهذا جمع بين السخف
والجهل ، وإنما جاءت هذه الجرأة من الظاهر المتبادر من قواعد النحو ، مع جهل أو
تجاهل أن النحو استنبط من اللغة ولم تستنبط اللغة منه ...) .
ويقول : (وقد عد
مثل هذا بعض الجاهلين أو المتجاهلين من الغلط في
أصح كلام وأبلغه ، وقيل : إن (المقيمين) معطوف على المجرور قبله ... وما
ذكرناه أولا أبلغ عبارة وإن عده الجاهل أو المتجاهل غلطا ولحنا. وروي أن
الكلمة في مصحف عبد الله بن مسعود مرفوعة ، فإن صح ذلك عنه وعمن قرأها
مرفوعة كمالك بن دينار والجحدري وعيسى الثقفي كانت قراءة ، وإلا فهي كالعدم.
وروى عن عثمان أنه
قال : إن في كتابة المصحف لحنا ستقيمه العرب
بألسنتها ، وقد ضعف السخاوي هذه الرواية وفي سندها اضطراب وانقطاع. فالصواب أنها
موضوعة ، ولو صحت لما صح أن يعد ما هنا من ذلك اللحن ، لأنه
__________________