ويحرمون الحلال ،
فيتابعونهم على ذلك. ومن أصغى إلى أحدهم فقد عبده. وهم الذين رآهم النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ في نعمته على المنبر : (كأن رجالا
ينزون على منبري نزو القردة) وأنزل الله تعالى : (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك
إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) ، فدفعت جماعة أولياء الله عن حقهم ،
وقتلت جماعة أولياء الله بغير حق ، وكلهم يعبدون عجلا نصبوه ... فكما أمر عبدة
العجل بقتل أنفسهم على ما حكى في القصة ، كذلك أنزل الله سخطه على عبدة
العجال في هذه الأمة حتى قتل في ساعة من نهار سبعون ألفا من قتلة الحسين
ـ رضياللهعنه ـ وهم عاكفون على عبادة يزيد ، زاده الله عقابا في النار.
وتلك
السحابة السوداء بعد باقية حيت يبلغ الكتاب أجله ...) .
المصاديق القرآنية وأهل البيت
في كتب التفسير
روايات كثيرة توضح مصداق الآية القرآنية ، وقسم كبير
من هذه الروايات يجعل أهل البيت مصداقا لم أثنى عليهم القرآن ومجدهم وأكد
على حقوقهم.
الشهرستاني في
تفسيره ينحى هذا المنحى ، ويسمي عملية الكشف عن
المصداق باسم (تشخيص الخاص) ، فالعام يحتاج إلى تخصيص ، والخاص يحتاج
ـ على رأي الشهرستاني ـ إلى تشخيص ، وهذا التشخيص هو نفسه عملية (التأويل)
لآيات القرآن الكريم.
قال في بيان أسرار
قوله تعالى : (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم
خير) :
(قال المصلحون
لأموال اليتامى : إن أول يتيم في الدين من قال في حقه :
(ألم يجدك يتما فآوى) ، وهو الدر اليتيم ، وهو الفرد من الدر الذي لا زوج له. وإنما
آواه بأبي طالب على قول عامة المفسرين. والإصلاح له : اتباعه ، والمناصحة
__________________