* قتل الخراصون (٥١ / ١٠).
كان عبد الله بن مسلم بن قتيبة (١٥٠) يقول في هذا الباب : من ذلك الدعاء على جهة الذم لا يراد به الوقوع.
قال أحمد بن فارس : لا يجوز لأحد أن يطلق فيما ذكره الله ـ جل ثناؤه ـ أنه دعاء لا يراد به الوقوع ، بل : هو دعاء عليهم أراد الله وقوعه بهم فكان كما أراد ، لأنهم قتلوا وأهلكوا وقوتلوا ولعنوا (١٥١) وما كان الله ـ جل ثناؤه ـ ليدعو على أحد فتحيد الدعوة عنه قال الله ـ جل ثناؤه : (تبت يدا أبي لهب) (١٥٢) فدعا عليه ثم قال : (وتب) أي : وقد تب ، وحاق به التباب.
وابن قتيبة يطلق إطلاقات منكرة ، ويروي أشياء شنيعة ، كالذي رواه عن الشعبي أن عليا عليهالسلام توفي ولم يجمع القرآن.
قال : وروى شريك (١٥٣) عن إسماعيل بن أبي خالد (١٥٤). قال : سمعت الشعبي يقول ، ويحلف بالله : (لقد دخل علي حفرته وما حفظ القرآن) ، وهذا كلام شنيع جدا فيمن يقول : (سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني فما من آية إلا أعلم أبليل نزلت أم بنهار ، أم في سهل أم في جبل!).
وروى السدي (١٥٥) عن عبد خير ، عن علي عليهالسلام ، أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأقسم ألا يضع على ظهره رداء حتى يجمع القرآن ، قال : فجلس في بيته حتى جمع القرآن ، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن ، جمعه من قلبه ، وكان عند آل جعفر. فانظر إلى قول القائل : جمعه من
__________________
(١٥٠) أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، اختلف الرأي في نزاهته توفي في سنة ٢٧٦.
نزهة الألباء ١٢٨ ، وفيات الأعيان ٣ / ٤٢ ، بغية الوعاة ٢ / ٦٣.
(١٥١) يريد كل ما ورد في القرآن الكريم مما يجري هذا المجرى ، كقوله تعالى : (قتل الإنسان ما أكفره) (عبس : ١٧) و (قاتلهم الله أنى يؤفكون) (المنافقون : ٤).
(١٥٢) المسد : ١.
(١٥٣) أبو عبد الله القاضي شريك النخعي ، تولى قضاء الكوفة أيام المهدي ، ولد في سنة خمس وتسعين للهجرة في بخارى ، وتوفي في سنة سبع وسبعين ومائة في الكوفة ، وفيات الأعيان ٢ / ٢٦٤. تأريخ بغداد ٩ / ٢٧٩ ..
(١٥٤) من طبقة الأعمش ، وأبي إسحاق الشيباني ، تلمذ له حفص بن غياث القاضي الذي ولي القضاء على أيام هارون الرشيد ، ينظر : وفيات الأعيان ٢ / ١٩٨.
(١٥٥).