كان أبوه مجوسيا اسمه (بهزاد) فأسلم وسماه أبو سعيد (عبد الله). ولد أبو سعيد بسيراف ، وفيها نشأ ، ثم هاجر إلى بغداد فسكنها حتى توفي عن أربع وثمانين سنة ، كان يدرس ـ كما قال عنه المترجمون له ـ القرآن ، وعلومه ، والقراءات ، والنحو ، واللغة ، والفقه ، والفرائض والكلام ، والشعر ، والعروض ، والحساب ، وكان من أعلم الناس بنحو البصريين ، معتزلي العقيدة ، حنفي المذهب ، ولي قضاء بغداد وكان نزيها ، عفيفا ، جميل الأمر ، حسن الأخلاق ، لم يأكل إلا من كسب يده ، ينسخ ويأكل منه ، حتى أيام قضائه ، وله كتب كثيرة في القراءات ، والنحو ، وغيرها (٦).
و (الابن) : يوسف بن الحسن ، أبو محمد ، ابن السيرافي ، البغدادي (٣٣٠ / ٩٤١ ـ ٣٨٥ / ٩٩٥) وكان عالما بالنحو ، والأدب ، واللغة ، أخذ عن والده ، فخلفه في جميع علومه ، وتصدر مجلسه بعد موته ، وأكمل كتبه التي مات ولم يكملها ، وألف كتبا عدة ، وكان يرجع إلى علم ودين ، رأسا في العربية (٧).
فأيهما الذي حضر عليه الشريف؟
يقول الدكتور الحلو أنه الأب ، أبو سعيد نفسه ، لا ابنه أبو محمد ، ابن السيرافي (٨) ثم يتناوله بتفصيل أكثر فيقول :
ويرى الدكتور إحسان عباس أنه : (ربما كان من الوهم أن نعد أبا سعيد السيرافي واحدا من أساتذة الرضي (...) لأن السيرافي أبا سعيد توفي وعمر الرضي يقل عن ثمان سنوات (...) وابن السيرافي المشار إليه ـ فيما أعتقد هو : ابن أبي سعيد يوسف وقد توفي (...) ورثاه الرضي (...) وقد خلف يوسف أباه في علومه) (٩) وقد رد الأستاذ محمد عبد الغني حسن هذا الرأي ، وقال : إنه (لا حاجة
__________________
(٦) تاريخ بغداد : ٧ / ٣٤١ ـ ٣٤٢ ، (ابن) النديم / ٦٨ ، المنتظم : ٧ / ٩٥ ، الأنساب : ٧ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠ ، إنباه الرواة : ١ / ٣١٣ ـ ٣١٥ ، ابن خلكان : ٢ / ٧٨ ـ ٧٩ ، ياقوت : ٣ / ٨٤ ـ ١٢٥ ، سير أعلام النبلاء : ١٦ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ومصادر كثيرة أخرى.
(٧) المنتظم : ٧ / ١٨٧ ، إنباه الرواه : ٤ / ٦١ ـ ٦٣ ، ياقوت : ٧ / ٣٠٧ ، ابن خلكان : ٧ / ٧٢ ـ ٧٤ ، سير أعلام النبلاء : ١٦ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ، وغيرها.
(٨) ديوان الشريف الرضي : ١ / ٨٢.
(٩) الدكتور إحسان عباس ، الشريف الرضي / ٣٩ ـ ٤٠.