وقد ترى ما أصاب النّاس من هذه الازمة فانطلق بنا فلنخفف عنه من عياله ، آخذ من بيته واحدا ، وتأخذ واحدا فنكفيهما عنه ، فقال العبّاس : نعم فانطلقا حتّى أتيا أبا طالب فقالا له : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتّى ينكشف عن النّاس ما هم فيه ، فقال : ان تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا فضمه اليه ، وأخذ العبّاس جعفرا رضي الله فضمه اليه ، فلم يزل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى بعث الله نبيّا فاتبعه عليّ عليهالسلام فأقر به وصدّقه ، ولم يزل جعفر عند العباس حتى اسلم واستغنى عنه.
ومنهم العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص ٥٧ ط مكتبة القدسي بمصر) قال :
وعن مجاهد بن جبير ، قال : كان من نعمة الله تعالى على عليّ بن أبي طالب إنّ قريشا أصابتهم شدة وكان أبو طالب ذا عيال ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للعبّاس : إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى ، فانطلق بنا فلنخفف من عياله ، فقال العبّاس نعم فانطلقا حتّى أتيا أبا طالب ، فقالا له : إنّا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتّى ينكشف عن النّاس ما هم فيه ، فقال : لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا فضمّه اليه ، وأخذ العبّاس جعفرا فضمّه اليه ، فلم يزل عليّ مع النّبي عليهالسلام حتّى بعثه الله عزوجل فتابعه وآمن به وصدّقه ولم يزل جعفر مع العبّاس.
ومنهم الحافظ ابن عمر بن كثير القرشي في «البداية والنهاية» (ج ٣ ص ٢٥ ط السعادة بمصر) قال :
روى الحديث عن ابن نجيح ، عن مجاهد بعين ما تقدّم عن (شرح النهج) ملخّصا وفي آخر الحديث فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليّا فضمه اليه فلم يزل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتّى بعثه الله نبيّا فاتبعه عليّ وآمن به وصدقه.