الأذان فدخلت المسجد ، فإذا سجادة ومتوضّاة ، فتوضأت للصلاة ودخلت المسجد وركعت فيه ركعتين ، وأقيمت الصلاة فقمت فصلّيت معهم الظهر والعصر ، وفي نفسي إذا أنا طلبت من القوم عشاء أتعشى به ليلتي تلك ، فلما سلّم الشيخ الامام من صلاة العصر وجلس وإذا هو شيخ له وقار وسمت حسن ونعت ظاهر إذا قبل صبيان فدخلا المسجد وهما بيضان نبلان وخنشان ، لهما جمال ونور بين أعينهما
__________________
من هذا الشيخ ومن هذان الصبيان؟ فقال الشيخ جدهما وليس في هذه المدينة أحد يحب عليا غيره ، ولذلك سماهما الحسن والحسين ، فقمت فرحا وانى يومئذ مكرم لا أخاف الرجال ، فدنوت من الشيخ فقلت هل لك في حديث أقربه عينك؟ قال : ما أحوجنى الى ذلك ، ان أقررت عيني أقررت عينك ، فقلت حدثني أبى عن جدي عن أبيه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال. من والدك وجدك ، قلت : محمد بن على بن عبد الله بن العباس ، قال : كنا ذات يوم جلوسا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ أقبلت فاطمة (ع) فدخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قالت : يا أبه ان الحسن والحسين قد غدوا وذهبا منذ اليوم ؛ وقد طلبتهما فلا أدرى أين ذهبا ، وان عليا يسقى الدالية خمسة أيام يسقى البستان وانى طلبتهما في منازلك فما أحسست لهما أثرا ، وإذا أبو بكر فقال : يا أبا بكر قم فاطلب قرتي عيني ؛ ثم قال يا عمر : قم فاطلبهما يا سلمان يا أبا ذر يا فلان ، قال : فأحصينا على رسول الله صلىاللهعليهوآله سبعين رجلا في طلبهما وحثهما فرجعوا ولم يصيبوهما ، فاغتم النبي صلىاللهعليهوآله غما شديدا ووقف على باب المسجد وهو يقول : بحق ابراهيم خليلك ؛ وبحق آدم صفيك ان كان قرتا عيني وثمرتا فؤادي أخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلمهما قال : فإذا جبرئيل قد هبط فقال : يا رسول الله ان الله يقرؤك السلام أو يقول لك : لا تحزن ولا تغتم فاضلان في الدنيا ، فاضلان في الآخرة ، وهما في الجنة وقد وكلت بهما ملكا يحفظهما ،