كيف لا؟ والسّر في ذلك على ما تفطن به السلطان الفاضل السعيد غياث الدين أولجايتو محمد خدا بنده (١) أنار الله برهانه انّ آل الأنبياء السّابقين لما لم يكونوا أوصيائهم في حفظ شريعتهم لتطرق النّسخ على أديانهم وعدم الحاجة إلى حافظ لها بعدهم يكون شريكا لهم في إيصالها على وجهها إلى من بعدهم لم يستحقّوا الصّلاة ولم يجب اقتران صلاة الأنبياء بصلاتهم أصلا ، ولمّا كان دين نبيّنا صلىاللهعليهوآله مأمونا عن النسخ والتبديل وكان على آله وعترته الأوصياء المعصومين حفظه بعده إلى يوم القيامة أوجب مشاركتهم معه في حفظ الدّين وإبلاغه إلى من بعده على وجه خال عن الخلل والتّوهين ، فشاركهم معه صلىاللهعليهوآله في استحقاقهم الصّلاة وتوجيهه إليهم كما اليه صلىاللهعليهوآله وأيضا الكلام حقيقة في أنّ الصّلاة عليهم واجبة في الصّلاة التي هي أفضل الاعمال البدنيّة ولا تصحّ بدونها ، ومن كان هذا شأن كان أفضل ، وقد روى (٢) ابن حجر (٣) المتأخّر في الباب العاشر من صواعقه عن الشّافعي إمامه وإمام هذا النّاصب الشّقى شعرا في ذلك وهو قوله :
يا أهل بيت رسول الله حبكم |
|
فرض من الله في القرآن أنزله |
كفاكم من عظيم القدر انّكم |
|
من لم يصلّ عليكم لا صلاة له |
وقال عند الاستدلال بهذه الآية على كرامة أهل البيت : إنّه صلىاللهعليهوسلم أقامهم في ذلك مقام نفسه ، لانّ القصد من الصّلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم ، ومن ثم لمّا ادخل من مرّ في الكساء قال : اللهم إنّهم منّى وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك
__________________
(١) قد مرت ترجمته في مقدمة الجزء الاول من الكتاب ص ٧٠ التي سميناها باللآلي الثمينة
(٢) ذكره في الصواعق ص ٨٨ الطبع القديم.
(٣) قد مرت ترجمته في الجزء الثاني ص ٢٢٢ وان الرجل شديد التعصب والعناد وكان متأخرا عن ابن حجر العسقلاني صاحب الاصابة وعليه لا يخفي لطف التعبير والتوصيف بالتأخر في حقه.