__________________
وتفننها ؛ نزول هذه السورة الكريمة في حق أهل بيت النبوة والسفارة الالهية ، كيف لا وهم الذين أطعموا مسكينا ويتيما وأسيرا وباتوا جياعا ، وهم الذين لم يسألوا الأجر من السائل والمحروم ، وهم الذين خافوا من ربهم يوما عبوسا قمطريرا وهم الذين لقاهم ربهم في ذلك اليوم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ونعم ما قال امام الشوافع محمد بن إدريس المطلبي الشافعي شعر
إلى م إلى م وحتى متى |
|
أعاتب في حب هذا الفتى |
وهل زوجت فاطم غيره |
|
وفي غيره هل أتى هل أتى |
ولنذكر ما وقفنا مع كمال الاستعجال وتشتت البال وتهاجم الأحزان والأهوال أسماء عدة من أعلام القوم ونبلائهم الإثبات الذين يستشهدون بكلامهم واعتمدوا على مروياتهم وهم جم غفير ورهط كثير ؛
«منهم» العلامة الزمخشرىّ في الكشاف (ج ٤ ص ١٦٩ ط مصطفى محمد بمصر)
أنه قال : وعن ابن عباس رضى الله عنه ان الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم في ناس معه فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك فنذر على وفاطمة وفضة جارية لهما ان برءا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا وما معهم شيء ، فاستقرض على من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى أطعمكم الله من موائد الجنة ، فآثروه وبانوا لم يذوقوا الا الماء وأصبحوا صياما ، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ على رضى الله عنه بيد الحسن والحسين واقبلوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما ابصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال : ما أشد ما يسوؤني ما ارى بكم ؛ وقام