__________________
ومنهم العلامة المحدث القدوة في فنه الشيخ أسعد بن ابراهيم بن الحسين بن على الأردبيلي في كتابه (الأربعين حديثا) والنسخة مخطوطة روى بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : كنا جلوسا عند النبي صلىاللهعليهوسلم إذ ورد أعرابى شعث الحال رث الثياب كأنما خرج من تحت التراب فحيا تحية مسنت مدقع وانشد مشيرا الى النبي (ص) :
أتيتك والعذراء تبكى برنة |
|
وقد ذهبت ام الصبى عن الطفل |
واخت وبنتان وام كبيرة |
|
وقد كدت من فقرى أخالط من عقلي |
وقد مسنى عرى وفقر وفاقة |
|
وليس لنا مال يمر ولا يحلى |
وما المنتهى الا إليك مفرنا |
|
وأين فرار الناس الا الى الرسل |
فلما سمع النبي (ص) شعر الأعرابي بكى بكاء شديدا ثم قال لأصحابه : معاشر الناس ان الله ساق إليكم ثوابا وقاد إليكم أجرا والجزاء من الله غرف من الجنة يضاهي غرف ابراهيم الخليل (ع) وكان على بن أبي طالب كرم الله وجهه في ناحية من المسجد يصلى ركعات يتنفل بها تطوعا فأومى الى الأعرابي أن يدنو اليه فدنى منه فدفع اليه خاتمه وهو في الصلاة ولم يصبر الى ان يتم صلاته لسرعة اغتنامه الثواب فنزل الوحى في الحال على النبي (ص) وأنزل «(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا). الآية فقال النبي (ص) معاشر الناس من فيكم اليوم عمل خيرا ذكره الله من فوق سبع سماواته قالوا : ما منا من عمل اليوم خيرا سوى ابن عمك تصدق بخاتمه على الأعرابي وهو قائم في الصلاة يصلى لم يقطع صلاته فقال النبي (ص) وجبت لابن عمى غرف وأنزل الله فيه مدحا وقرء عليهم الآية فتصدق الناس على الأعرابي بأربعمائة خاتم وهو يقول : وهذا أيضا من بركاتك يا حيدر.
نقلنا كلام الشيخ اسعد بألفاظه من كتاب مناقب امير المؤمنين (ع) للشيخ الأجل الثقة المحدث محمد بن على بن حيدر بن الحسن المقري الكاشي من علماء المائة الحادية عشر ، والكتاب مخطوط نفيس في بابه أورد فيه مؤلفه أربعمائة حديثا في مناقب الأمير (ع) وهو حسن جدا محتو على فوائد لطيفة ، والتزم بنقل الروايات عن كتب مشاهير