بِأَيْدِيهِمْ) (١) ، (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) (٢) ، (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) (٣) ، (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً) (٤) ، (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ) (٥) ، (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) (٦) ، (كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) (٧) (ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي) (٨) «انتهى».
قال النّاصب خفضه الله
أقول : اعلم أنّ النّصّ ما لا يحتمل خلاف المقصود ، فكلّما كان كذلك من كتاب الله وخالفه المكلّف عالما به يكون كافرا نعوذ بالله من هذا ، وكلّ ما يحتمل الوجوه ولا يكون بحيث لا يحتمل خلاف المقصود ، فالمخالفة له لا تكون كفرا ، بل هو محلّ للاجتهاد والترجيح لما هو الأنسب والأقرب إلى مدلول الكتاب ، والعجب من هذا الرّجل! أنّه جمع الآيات التي أوردها الامام الرّازي ليدفع عنها احتمال ما يخالف مذهب أهل السنّة ثمّ أتى على الآيات كلّها ووافق مذهب اهل السنّة لها ودفع عنها ما احتمل تطبيقه على مذهب المعتزلة ، وهذا الرّجل ذكر الآيات وجعلها نصوصا مؤيدة لمذهبه ولم يذكر ما ذكر الامام في تأويل الآيات وتطبيقها على مذهب أهل السنّة والجماعة ، وهذا يدلّ على غاية حمق الرّجل وحيلته وتعصّبه وعدم فهمه
__________________
(١) البقرة. الآية ١٧.
(٢) الانعام. الآية ١٤٨.
(٣) الأنفال. الآية ٥٣.
(٤) يوسف. الآية ١٨.
(٥) المائدة. الآية ٣٠.
(٦) النساء. الآية ١٢٣.
(٧) هود. الآية ٢١.
(٨) ابراهيم. الآية ٢٢.