الخصال إلخ. ففرض محال ؛ إذ لا يعقل كون الشخص متصفا بالأحسبية والأنسبية والأشرفية والأعرفية والأعلمية والأشجعية ويكون غيره أعلم بحفظ الحوزة على الوجه المطابق للقانون الشرعي ، ولعلّهم زعموا أنّ أبا بكر وعمر كانا كذلك بالنسبة إلى علي عليهالسلام وبطلانه ظاهر ، لما اشتهر من أنّ أكثر (١) ما استعمله عمر من تدبير فتح العجم ونشر الإسلام في بلادهم إنما كان باشارة علي عليهالسلام ، ومن أعظم ذلك وأشهره أنّه لمّا وصل إلى المدينة خبر انتكاس راية أهل الإسلام في مقابل راية أهل العجم المسمّاة بالدّرفش الكاوياني بخاصيّة ما كتب عليها بعض أهل الطلسمات من الجدول المشتمل (٢) على مائة بيت في مائة بيت ، رسم أمير المؤمنين عليهالسلام بقواعد علم
__________________
(١) منها ما ذكره عند استشارة عمر بن الخطاب إياه في غزوة الفرس بنفسه.
فقال بعد كلام له عليهالسلام : فكن قطبا واستدر الرحى ، وأصلهم دونك نار الحرب فإنك ان شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها حتى يكون ما تدع ورائك من العورات أهم إليك مما بين يديك إلخ (نهج البلاغة ص ١٩٧ ط طهران) ومنها ما ذكره خواند مير في روضة الصفا (ج ٢ ص ٢٤٣ ط الهند) وغيره من المؤرخين في كتبهم فراجع.
ومنها عند استشارة عمر بن الخطاب إياه في غزوة الروم بنفسه فقال بعد كلام له ع : انك متى تحير الى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتنكب لا تكن للمسلمين كأنفة دون أقصى بلادهم ليس بعدك مرجع يرجعون اليه فابعث إليهم رجلا مجربا ، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة إلخ ونقل تفصيله ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج ٢ ص ٣٩٠ ط مصر).
(٢) وهذا الجدول يعبر عنه عندنا ب (صد اندر صد) وهو قسمان عددي وحرفى ولكتابته شروط عند أهل الفن بحسب الزمان والمكان والتبخيرات وطهارة الكاتب والاستقبال وحضور القلب وخلوص النية وحلية المأكل والمشرب والتختم بالعقيق المنقوش عليه من أسمائه تعالى الحسنى ما كان مناسبا للمقصود وكونه صائما وكون المداد المكتوب به الجدول مزعفرا مسكيا معنبرا الى غير ذلك من الأمور المعتبرة عند علماء الحروف والاعداد والطلاسم والادعية والأوراد وهذه نموزج وشطر من صورته حررناها تتميما للفائدة وتعميما للعائدة فخذها وكن من الشاكرين.