حسب أنّ هذا الكلام حطب يسرق كيف أتى بالدّليل وجعله اعتراضا والحمد لله الذي فضحه في آخر الزّمان ، وأظهر جهله وتعصبّه على أهل الايمان «انتهى».
اقول(١)
نعم قد اتّفق العقلاء على ذلك لكن وجه كلام المصنّف (٢) من الأشاعرة المعزولين عن العقل ، وهم قد جوّزوا أن يرجّح القادر فعله لمجرّد الإرادة بلا داع يختصّ بها ، ومثلوا بما ذكره المصنّف من الأمثلة الوجدانيّة ، وممّن صرّح بنسبة ذلك إلى الشّيخ الأشعريّ أيضا سيف الدّين الأبهري (٣) الأشعري في مبحث الحسن والقبح
__________________
واسلافه من كرام الأسديين ولو لا مخافة الاطالة والسأم لعددنا عدة من أعيان هذا البيت الجليل.
والمظنون القوى المتاخم للعلم انه متى عجز عن الاعتراض السديد أخذته الحمية الجاهلة الباردة وجعل يتفوه بما هو فضل وفضول في الكلام والتمسك بالشتم والوقيعة طريق من حار في أمره وخلى عن لبه عصمنا الله تعالى من أمثال هذه الكلمات والترهات آمين آمين.
(١) وتحقيق الجواب أن من جوز الترجيح بلا مرجح للمختار يقول المرجح هو الإرادة التي هي عين ذاته تعالى أو صادر عنه بالإيجاب ومن لم يجوز يقول المرجح هو الوجود كما ذهب اليه الحكماء أو ملاحظة المصلحة المتدرجة بالفعل دون الترك وكون الفعل أصلح امر لازم له لا يتوقف اتصافه به على وجود الفعل بالفعل بل هو اتصاف تقديري كاتصاف المعدومات الممكنة بالإمكان والمقدورية من غير ان يقتضى وجود الموّصوف. منه «قده»
(٢) فيكون هذا البحث من المصنف «قده» إلزاما للاشاعرة. منه «قده».
(٣) هو المحقق الشيخ سيف الدين أحمد الأبهري الأصولي المتكلم النحوي قال الكاتب الجلبى في كشف الظنون (ج ٢ ص ١٨٥٣ طبع الآستانة) ان له حاشية على شرح المختصر لابن الحاجب أولها الحمد لله الذي شرع الاحكام إلخ.