الخفاء والتصرف فيه بادخال اللطائف المزيدة (ابعد من الاخذ والسرقة) وادخل في الابتداع والتصرف وان شئت ان تعرف ان التصرف كيف يخرج الثاني من الاتباع الى الابتداع وكيف يصير بذلك أبعد من الاخذ والسرقة فانظر الى ما تقدم من قول ابي نواس.
ليس على الله بمستنكر |
|
ان يجمع العالم في واحد |
وما تقدم من أصله أعنى قول جرير :
اذا غضبت عليك بنو تميم |
|
وجدت الناس كلهم غضابا |
(هذا الذي ذكر في الظاهر وغيره من ادعاء سبق احدهما) اى احد الكلامين (واتباع) الكلام (الثاني وكونه) اى الكلام الثاني سرقة وكونه (مقبولا او مردودا او تسمية كل) نوع من الانواع (بالاسامي المذكورة) كالتسمية بالالمام والاغارة وسائر الاسماء المتقدمة (وغير ذلك) من الاحكام (مما سبق) بيانه.
(كله انما يكون اذا علم ان الثاني اخذ من الاول بان يعلم انه) أى الثانى (كان يحفظ قول الاول) واستمر حفظه الى (حين نظم) هذا الثانى بيته (او بأن يخبر هو) اى الثانى (عن نفسه انه اخذه منه) اى من الشاعر الاول (والا) اي وان لم ذلك بأحد القسمين (وإلا) اى وان لم يعلم ذلك (فلا يحكم بسبق احدهما واتباع الآخر) اي لا يحكم بسرقة الثانى من الاول واخذه منه (و) حينئذ (لا يثرتب عليه) اى على الثانى (الاحكام المذكورة) فيما تقدم للسرقة)
(لجواز ان يكون الاتفاق اى اتفاق القائلين في اللفظ والمعنى جميعا او في المعنى وحده من قبيل توارد الخاطر اى مجيئه على سبيل الاتفاق من غير قصد) من الشاعر الثانى (الى الاخذ من الاول (كما يحكى من ابن ميادة انه انشد لنفسه)