بطيئة اكثر نفعا فكان تأخر عطائك افضل من سرعته والى اجمال ما فصلناه اشار التفتازاني بقوله (فبيت ابي الطيب ابلغ لأشتماله على زيادة بيان للمقصود حيث ضرب المثل بالسحاب) فتدبر جيدا.
(وثانيهما اى ثاني الاقسام) الثلاثة (وهو ان يكون الثاني دون الاول) في البلاغة والحسن (كقول البحتري واذا تألق اي لمع في الندى اى في المجلس العاص) اى الممتليء باشراف الناس كلامه المصقول) اى (المنقح) اى الخالص المصفى من كل ما يشينه (خلت لسانه من غضبه اى) ظننت ان لسانه ناشيء (من سيفه القاطع) فقد (شبه) البحتري (لسانه) اى لسان الممدوح (بسيفه) القاطع والجامع بينهما التأثير (و) اما الثاني فهو (فهو قول الطيب).
كان السنهم في النطق قد جعلت |
|
على رماحهم في الطعن خرصانا |
(خرصان الشجر قصبانها) اى اغصانها (وخرصان الرماح اسنتها واحدها خرص بالضم والكسر) اي بضم الخاء وكسرها وكذلك في الجمع (يعني لفرط مضاء) أى مضي (اسنة رماحهم ونفاذها كان الستهم عند النطق جعلت اسنة على رماحهم عند الطعن فصارت الأسنة في النفاذ كالسنتهم) عند النطق.
ففي كل من القولين شبه الالسنة بآلات الحرب واما الشاهد (فبيت ابى الطيب دون بيت البحتري لانه قد فاته ما افاده البحتري بلفظي تألق والمصقول من الاستعارة التخييلية حيث اثبت التألق والصقالة للكلام) أي لكلام الممدوح (كاثبات الاظفار للمنية ويلزم من هذا تشبيه كلامه) في النفس (بالسيف) القاطع (وهو استعارة بالكناية) حسبما تقدم في محله مستوفى فتذكر.
(وثالثهما اي ثالث الاقسام وهو ان يكون الثاني مثل الاول) في