(وبحسب الاختلاف في صلابة المقروع او ملاسته كما في اوتار الاغاني) المراد بالاغاني الات الغناء ذوات الاوتار (الممتدة) كالعود والقانون وما يسمى في بعض البلاد بدمبورة (او) بحسب الاختلاف في (قصر المنفذ) وعدم قصره (او) في (ضيقة) وعدم ضيقه (او شدة التوائه كما في المزامير الملتوية) وهي الات ينفخ فيها فيحصل الصوت وبحسب كل واحد من هذه الامور تختلف الصوت (حدة وثقلا).
والحاصل انه اذا كان المقروع صلبا كان الصوت ثقيلا وان كان املس كان حادا وان كان منفد الصوت قصيرا او ضيقا كان حادا وان كان مستطيلا او واسعا كان ثقيلا.
واني يعجبني ان اختم الكلام بما قاله المبيدي في المقام اذ به يتضح بعض ما بقي من حقيقة المرام وهذا نصه السمع قوة مودعة في العصبة المفروشة في مقعر الصماخ التي فيها هواء محتقن كالطبل فاذا وصل الهواء المتكيف بكيفية الصوت لمتموجه الحاصل من قرع او قلع عنيفين مع مقاومة المقروع للقارع والمقلوع للقالع الى تلك العصبة وقرعها ادركته القوة المودعة فيها وكذا ان كان الهواء قريبا منها.
ثم قال وليس المراد بوصول الهواء الحاصل للصوت الى السامعة ان هواء واحد بعينه يتموج ويتكيف بالصوت ويوصل اليها بل ان ما يجاور ذلك الهواء المتكيف بالصوت يتموج ويتكيف بالصوت ايضا وهكذا الى ان يتموج ويتكيف به الهواء الراكد في الصماخ فيدركه السامعة حينئذ انتهى.
(او) مما يدرك (بالذوق وهي قوة منبثة) اي سارية (في العصب المفروش على جرم اللسان) وادراكها كما في الميبدي بتوسط الرطوبة اللعابية بان يخالطها اجزاء لطيفة من ذى الطعم ثم تغوص اي تنزل هذه الرطوبة