بالبصر اولا وبالذات عند الجمهور فهو اللون والضوء وهذا اعني المبصر بالذات
عند الجمهور هو الذي عد من الكيفيات المحسوسة دون غيره.
(او بالسمع عطف
على قوله بالبصر) يعني ان الكيفيات الجسمية مما يدرك بالبصر او بالسمع (والسمع قوة
رتبت) اي رتبها الله بمعنى انه خلقها وجعلها (في العصب المفروش على سطح باطن
الصماخين) وهما ثقبتان معلومتان في الاذن وفي الطرف الأسفل من الأذن عصبة جلدت
عليه كالطبل فالسمع قوة متمكنة في تلك العصبة (يدرك بها الاصوات).
وقوله (من
الاصوات) بيان لما يدرك بالسمع المراد بالاصوات (الضعيفة) المنخفضة التي لا تسمع
الا من قرب والمراد من (القوية) العالية التي تسمع من بعد والمراد من (التي بين
بين) ما تكون بين الضعيفة والقوية (ومن الاصوات) ايضا بيان لما يدرك بالسمع
والمراد من (الحادة) النافذة في السمع بسرعة كأصوات المزامير والاوتار والاجراس
ونحو ذلك.
والفرق بين
الاصوات القوية (والثقيلة) ان الاولى كما قلنا مرجعها الى العلو والارتفاع بحيث
تسمع من بعد والثانية مرجعها الى التمهل وعدم النفوذ في السمع سريعا كما في صوت
الحمار وما ماثله من الأصوات الغليظة (والتي بين بين) اي بين الحادة والثقيلة.
(والصوت يحصل
من التموج) اي تموج الهواء وتحركه (المعلوم) ذلك التموج (للقرع الذي هو امساس عنيف)
اي اساس جسم لآخر امساسا عنيفا اي شديدا وانما اشترط في القرع كونه شديدا لانك لو
وضعت حجرا على آخر بمهل لم يحصل تموج ولا صوت (والقلع الذي هو تفريق عنيف) اي
شديد.
والتفريق
المذكور على وجهين احدها تفريق بين متصلين بالاصالة