فهم المعنى (في ذلك الزمان السابق) والفرق بين الجوابين أن المعتبر في الاول التغاير كما أشرنا اليه بحسب التقييد والاطلاق وفي الثاني بحسب الزمان فتدبر جيدا.
(فإن قيل لا نسلم انه) أي السامع (إذا كان عالما بوضع الألفاظ لم يكن بعضها أوضح من بعض لجواز ان يكون بعض الألفاظ المخزونة في الخيال يحضر معانيها في العقل بأدنى التفات لكثرة الممارسة) أي ممارسة استعمالها (والمؤانسة وقرب العهد بها) أي بالالفاظ أي بأستعمالها في معنا وذلك كلفظ الأسد والسبع فإن فهم المعنى منهما أقرب من فهمه من لفظ الليث والحارث مع العلم بوضع هذه الالفاظ الأربعة وذلك لكثرة استعمال الأولين وقلة استعمال الآخيرين وكلفظ الكتاب فإن فهم المعنى منه أقرب من فهمه من الصحيفة أو الديوان للأنس وقرب العهد بالاول دون الآخيرين.
(وبعضها) أي بعض الألفاظ (بكون بحيث يحتاج إلى التفات اكثر ومراجعات أطول) وذلك كلفظ الليث والحارث والصحيفة والديوان حسبما بيناه في المثالين (و) لذلك (كثيرا ما نفتقر في استنباط المعاني المطابقية من بعض الألفاظ مع سبق علمنا بوضعها الى معاودة فكر ومراجعة تأمل لطول العهد بها وقلة تكرر الالفاظ على الحس) السامعة (و) قلة تكرر (المعاني على العقل) وحينئذ فقد وجد الوضوح والخفاء في الدلالة الوضعية المطابقية فلا يسلم ما في المتن من أن السامع إذا كان عالما بوضع الالفاظ لم يكن بعضها أوضح.
(فالجواب ان المراد بالاختلاف في الوضوح والخفاء ان يكون ذلك بالنظر إلى نفس الدلالة ودلالة الالتزام) سواء كان تضمنية أو التزامية وسيصرح بذلك بعبد هذا (كذلك) أي الأختلاف فيها بالنظر الى نفس الدلالة