صحيح لأن الشمس من شأنها طي الظل وإذهابه لا إحداثه كما هنا فهو امر على خلاف العادة.
(والنهي عنه أي ولهذا صح النهي عن التعجب في قوله لا تعجبوا من بلى غلالته) اي لا تعجبوا من تسارع الفساد والبلى إلى غلالته (هي شعار) أي قميص (يلبس تحت الثوب وتحت الدرع ايضا) قيل سمي شعارا لأنه يلي شعر البدن ويلاقيه وقوله (قد زر) بالبناء للمفعول علة للنهي عن التعجب أي لأنه قد زر (إزراره على القمر) والضمير راجع إلى المحبوب أو إلى الغلالة والتذكير بأعتبار انه قميص أو شعار (تقول زررت القميص عليه ازره إذا شددت إزراره عليه) اراد بهذا ان تعدية زر إلى الازرار فيه شيء من التسامح لأنه انما يتعدى إلى القميص ويتضمن الدلالة على الأزرار ولا يتعدى إلى الأزرار والشاعر قد عداه اليها.
(فلو لا إنه) أي الشاعر (جعله قمرا حقيقيا لما كان للنهي عن التعجب معنى لأن الكتان إنما يسرع اليه البلى) عادة كما ثبت ذلك بالتجربة واخبار أهل الخبرة (بسبب ملابسة القمر الحقيقي لا بسبب ملابسة انسان كالقمر في في الحسن) والبهاء.
والحاصل انه لما خشى ان يتوهم ان صاحب الغلالة انسان عادي تسارع البلى لغلالته فيتعجب من ذلك لأن العادة ان غلالة الانسان العادي لا يتسارع البلى اليها قبل الأمد المعتاد لبلاها نهى الشاعر عن ذلك التعجب وبين سبب النهي وهو أن ذلك الغلام لم يبق في الانسانية بل دخل في جنس القمرية والقمر لا يتعجب من بلى ما يباشر ضوئه لأن هذا من خواصه ومتى ظهر السبب بطل العجب ومن هذا القبيل ما قيل بالفارسية :