فيما يكون وجه الشبه واحدا حسيا والطرفان عقليين او المشبه عقليا والمشبه به حسيا وعكسه وثلاثة منها فيما يكون الشبه مركبا حسيا كذلك وثلاثة منها فيما يكون وجه الشبه متعددا حسيا كذلك وثلاثة فيما يكون وجه الشبه مختلفا كذلك وليعلم انه انما اهمل الخيالي والوهمي والوجداني لدخول الاول في الحسي والاخيرين في العقلي.
(وتبقى ستة عشر) قسما (فالواحد الحسي كالحمرة من المبصرات والخفاء اي خفاء الصوت من المسموعات وفيه تسامح لان الخفاء ليس بمسموع) بل المسموع هو الصوت المتصف بالخفاء (وكذا في قوله وطيب الرائحة من المشمومات ولذة الطعم من المذوقات) لان المشموم هو الرائحة لا طيبها والمذوق هو الطعم لا لذته) والحاصل ان الخفاء والطيب واللذة امور عقلية غير مدركة بالحواس فتأمل.
(ولين) الجسم (الملس من) الاجسام (الملموسات فيما مر) عند بيان طرفي اللشبيه (اي في تشبيه الخد بالورد والصوت الضعيف بالهمس والنكهة بالعنبر والريق بالخمر والجلد الناعم بالحرير) وليعلم ان مقتضى الاختصار ان يقتصر في المقام في التمثيل للواحد الحسي على مثال واحد لكن المصنف مثل له بامثلة خمسة نظرا لتعدد الحواس وكونها خمسة وكيف كان فهو قسم واحد من الاقسام الستة عشر.
(و) وجه التشبيه (الواحد العقلي) اربعة اقسام لان طرفيه اما عقليان او حسيان او المشبه عقلي والمشبه به حسي او عكس ذلك فالاول (كالعراء عن الفائدة و) الثاني (الجرئة هي على وزن الجرعة) بمعنى ملأ الفم من الماء واما الجرئة فهي بمعنى التجاسر والسرعة بالهجوم على الخصم من غير توقف وعدم الاعتناء به وهي كما سيصرح اعم من (الشجاعة) وفيه