الغريزة وتلك الغرائز مثل الكرم والقدرة والشجاعة ومقابلاتها) اي البخل والعجز والجبن (وما اشبه ذلك) كالعفة والتملق والاحسان ونحو ذلك.
(واما اضافية عطف على قوله) فيما سبق (اما حقيقية والحقيقية) لها اطلاقان لانها (كما تطلق على ما يقابل الاضافي) وهو (الذي لا يكون متقررا في الذات بل يكون متعلقا بشيئين) بحيث يتوقف تصوره على تصورهما كالفوقية والتحتية والبوة والبنوة فانه ليس شيء منها متقررا في ذات بقطع النظر عن الغير بل بالقياس الى الغير و (كأزالة الحجاب) فان المضاف اي الازالة (في تشبيه الحجة بالشمس) من الاضافي بهذا المعنى (فانها ليست هيئة متقررة في ذات الحجة) التي تقام لاثبات ما خفى من المدعى (ولا في ذات الحجاب).
والحاصل انك اذا قلت هذه الحجة كالشمس كان وجه الشبه بينهما ازالة الحجاب عما من شأنه ان يخفى الا ان الشمس مزيلة عن المحسوسات والحجة مزيلة عن المعقولات واذ زال الحجاب ظهر المزال عنه والوجه المذكور ليس صفة متقررة في الحجة ولا في الشمس بل امر نسبي يتوقف تعقله على تعقل المزال وهو الحجاب وتعقل المزيل كما ان الابوة والنبوة يتوقف كل واحد منهما على تصور شيئين اي الاب والابن فتأمل.
(كذلك قد تطلق) الحقيقية (على ما يقابل الاعتباري) وهو (الذي لا تحقق لمفهومه الا يحسب اعتبار العقل).
والحاصل ان الصفة اما ان تكون متقررة في ذات الموصوف لكونها موجودة في الخارج كالكيفيات الجسمانية المدركة بالحواس الخمس الظاهرة وكالكيفيات النفسانية المدركة بالعقل كالعلم والحلم والغصب وسائر الغرائز وتسمى هذه الصفة حقيقية.