وعلى القوة الحاصلة فيها والمراد هنا الثاني (وهي) اي حدة الفؤاد (شدة قوة للنفس معدة) بكسر العين اي مهيئة او بفتح العين هيئها الله لاكتساب الآراء) اي العلوم والمعارف (وقيل هو ان يكون سرعة انتاج القضايا وسهولة استخراج النتائج ملكة للنفس كالبرق اللامع الخاطف بواسطة كثرة مزاولة المقدمات المنتجة).
(و) من الكيفيات النفسانية العلم) وليعلم ان (العلم قد يطلق على الادراك المفسر بحصول صورة من الشيء عند العقل و) قد يطلق على الأعتقاد الجازم المطابق الثابت و) قد يطلق كما تقدم في اوائل الكتاب (على ادراك الكلي وعلى ادراك المركب و) قد يطلق (على ملكة يقتدر بها على استعمال موضوعات ما) اي آلات ما سواء كان خارجية كآلات الخياطة والنجارة ونحوهما او ذهنية كالأستدلال (نحو) اي جانب (غرض من الاغراض) كاستعمال آلات الخياطة نحو خياطة القميص واستعمال آلات النجارة نحو نجارة الباب وكاستعمال الدليل نحو اثباب المدعى.
لكن حالكون ذلك الاستعمال (صادرا عن البصيرة بحسب ما يمكن) والأ فليس من باب الملكة (ويقال لها) اي للملكة (الصناعة) ايضا.
(و) من الكيفيات النفسانية (الغضب وهي حركة للنفس مبدئها) اي سببها وعلتها (ارادة الانتقام) ويعجبني ان اذكر ههنا نكتة ذكرها النيشابوري في تفسيره قال واعلم انه قد ورد في القرآن الفاظ دالة على معان لا يمكن اثباتها بالحقيقة في حق الله تعالى منها الأستهزاء (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) والأستهزاء مذموم لكونه جهلا (قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) ومنها المكر (وَمَكَرُوا) ومكري ومنها الغضب (وَغَضِبَ اللهُ