يعني الى الجزئي (كقولنا ايهم يفعل كذا فجوا به اسم متضمن للاشارة الحسية) نحو هذا وانا وانت يظهر ذلك من قوله تعالى حكاية (أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ) الآية (او اسم علم) بان يقال زيد مثلا.
هذا كله اذا كان المضاف اليه جزئيا (واذا اضيف الى كلي فجوا به كلي مميز لا غير) وهذا القسم مراد محشى التهذيب حيث يقول ان كلمة اى موضوعة ليطلب بها ما يميز الشيء عما يشاركه فيما اضيف اليه هذه الكلمة مثلا اذا ابصرت شبحا عن بعيد وايقنت انه حيوان لكن ترددت في انه هل هو انسان او فرس او غيرهما فتقول اى حيوان هذا فيجاب بما يخصصه ويميزه عن مشاركاته في الحيوانية انتهى (وعلى الجملة) اى والحاصل (هو) اى لفظ اى (طالب للتمييز) سواء اضيف الى مشار اليه او الى كلى.
(ويسئل بكم عن العدد نحو قوله تعالى (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) اى كم آية آتيناهم اعشرين لم ثلاثين ام غير ذلك) من الاعداد (والغرض من هذا السئوال التقريع) والتوبيخ (والاستفهام) فيه (استفهام تقرير اى حمل المخاطب على الاقرار) والاعتراف بامر قد استقر عنده ثبوته او نفيه.
(ومن اية مميزكم بزيادة من) فان النحاة (قالوا اذا فصلوا) اى المتكلمون (بينه) اى بين كم سواء كان خبرية او استفهامية (وبين مميزه بفعل متعد) كما في الآية (وجب زيادة من فيه) أى في مميزه لئلا يلتبس بمفعول ذلك الفعل (كما مر في) كم (الخبرية) عند الكلام على قول البحترى في الباب الرابع.