الشاهد في هو عريان فانه خبر امسى وقد دخل عليه الواو (وخبر ما الواقع بعد الا كقولهم ما اخذ الا وله نفس امارة واما النعت فكا الجملة الواقعة صفة للنكرة فانها قد تصدر بالواو لتوكيد لصوق الصفة بالموصوف اى الدلالة على ان اتصافه بها امر مستقر اذ الاصل في الصفة مقارنة الموصوف (كقوله تعالى (سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) وقوله تعالى (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) ونحو ذلك) فان الجملة التى دخلت عليها الواو فى الايتين عند صاحب الكشاف صفة للنكرة والواو من الحروف الزائدة دخولها وعدم دخولها على حد سواء وفائدتها كما قلنا تاكيد وصل الصفة بالموصوف اذ الاصل في الصفة كما قلنا مقارنة الموصوف فهذه الواو اكدت اللصوق والوصل بالموصوف.
قال الجامي في بحث حروف الزيادة وانما سميت هذه الحروف زوائد لانها قد تقع زائدة لا انها زائدة ومعنى كونها زائدة ان اصل المعنى بدونها لا يختل لا انها لا فائدة لها اصلا فان لها فوائد في كلام العرب اما معنوية واما لفظية فالمعنوية تاكيد المعنى كما في من الاستغراقية والباء في خبر ما وليس.
واما الفائدة اللفظية فهو تزيين اللفظ وكونه بزيادتها افصح او كون الكلمة او الكلام بسببها مهيا لاستقامة وزن الشعر او لحسن السجع او لغير ذلك ولا يجوز خلوها من الفائدتين معا والا لعدت عبثا ولا يجوز ذلك في كلام الفصحاء ولا سيما في كلام الباري سبحانه.
(قلت امثال ذلك) انما هو (مما ورد على خلاف الاصل) في الصفة (تشبيها بالحال) اى ورد ذلك على سبيل التشبيه والالحاق بالحال لا على سبيل الاصالة وجه التشبيه والالحاق كونهما كما قلنا